لا تزال المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل تشهد اشتباكات متفرقة بين فلسطينيين وقوات العدو، على الرغم من الاعتداءات المتواصلة للأخيرة، إضافة إلى حملة الاعتقالات الواسعة التي تجريها.
جنوب الضفة، شهدت منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل اشتباكات متقطعة مع قوات العدو، إضافة إلى حاجز البيرة على المدخل الشمالي لمدينة نابلس الشمالية، وحاجز حوارة حيث استقدمت قوات العدو سواتر إسمنتية حمايةّ لها خلال المواجهات. وشهدت، في وقت سابق، بلدة نعلين غربي رام الله، مواجهات متقطعة.

وفي حين تستخدم قوات العدو الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، عمدت، اليوم، إلى استخدام المسيرات لإلقاء القنابل المسيلة للدموع.



وقد أظهر مقطع فيديو متداول طفلاً لا يتجاوز الثماني سنوات يحمل بندقية من طراز «M4A1»، إلى جانب جندي صهيوني في شارع الشهداء بمنطقة الخليل، «للتصدي لتظاهرات عرب الداخل»!



وما زالت مدينة اللد، في الشمال المحتل، تشهد مواجهات متواصلة منذ الثلاثاء الفائت، على الرغم من الحصار الذي فرضته قوات العدو والتعزيزات التي نشرتها في شوارع المدينة. ورغم حظر التجوال الليلي، تتواصل اعتداءات المستوطنين الصهاينة بمؤازرة قوات العدو.

وإلى ذلك، منعت قوات العدو، اليوم، وفداً مقدسياً برئاسة خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من الوصول إلى مدينتي اللد ويافا للتضامن مع الأهالي.

وفي السياق عينه، كثّفت قوات العدو وجودها في حيّ الشيخ جرّاح في القدس المحتلة. وفي هذا السياق، قالت منى الكرد، إحدى مناضلات الحي، إنه تحوّل إلى ثكنة عسكرية.

وفي مدينة أم الفحم، شارك مئات الفلسطينيين في تظاهرة، نفّذت بدعوة من «الحراك الفحماوي الموحد» و«اللجنة الشعبية» وبلدية أم الفحم. وخلال التظاهرة، جرى التنديد بالعدوان الإسرائيلي، ورفِعت الأعلام الفلسطينية واللافتات التي أكّدت وحدة الشعب الفلسطيني. وردّد الفلسطينيون عدة هتافات خلال المسيرة، كان أبرزها: «من أم الفحم تحية لغزتنا الأبية»، و«عالمكشوف وعالمكشوف صهيوني ما بدنا نشوف»، و«يا غزة لا تهتزي كلك كرامة وعزة».



وفي محصّلة اليوم، أصيب 54 فلسطينياً بجروح متفاوتة، اليوم، من جرّاء اعتداءات قوات العدو والمستوطنين المتواصلة في الضفة الغربية، وفق «الهلال الأحمر الفلسطيني»، الذي قال في بيان، إن طواقمه تعاملت مع 54 إصابة في الضفة الغربية، بينها 4 إصابات بالرصاص الحي، و4 بالرصاص المعدني، و45 بالاختناق، من جرّاء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وإصابة بالضرب.

وبلغ عدد شهداء الضفة الغربية منذ بداية الهبّة الأخيرة 21 شهيداً ومئات الجرحى، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، بينما قتل 10 صهاينة وأصيب المئات، خلال القصف الصاروخي المتواصل من غزة. وعطفاً على ذلك، أعلنت وسائل إعلام العدو، اليوم، أن «الأطباء في مستشفى آساف هاروفيه أعلنوا عن وفاة إسرائيلي متأثراً بإصابته خلال مواجهات في اللد»، إثر رشقة حجر.

وقد دعت فعاليات شعبية ومجالس اتحاد الطلبة ونقابات وتجمعات تجارية، في الضفة ومناطق الـ48 المحتلة، إلى إضراب شامل غداً، لم تشهده المنطقة منذ عقود. وطالبت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، اليوم، الفلسطينيين بـ«المشاركة الواسعة في الفعاليات الوطنية والجماهيرية، انطلاقاً من مراكز المدن والقرى والمخيمات إلى مناطق التماس مع الاحتلال، الساعة الواحدة ظهراً، مجسّدين وحدة وطنية وتحت علم فلسطين». كما دعت الفعاليات إلى الإضراب في مخيمات اللجوء والشتات.