عملياً، تعرّض رجال سلوان كافة للاعتقال، بالإضافة إلى 70% من نسائه، كما فَصل الاحتلال العشرات من أعمالهم، علماً أن سكّان الحيّ مجبورون على دفع أكثر من 58 ألف شيكل (18 ألف دولار) شهرياً هي غرامات يفرضها الاحتلال بذريعة «البناء من دون ترخيص». وتقول مصادر مقدسية إنها تتوقّع ارتكاب حكومة العدو «مجزرة» بتنفيذ عمليات هدم جماعية من شأنها أن تطاول عشرات المنازل بسبب ضغوط كبيرة تمارسها الأحزاب اليمينية المتطرّفة، وهو ما دفع أهالي الحيّ إلى إعلان الاستنفار واتخاذ قرار بالمواجهة، الأمر الذي يزيد من إمكانية تفجُّر الأوضاع في المدينة المحتلّة.
يحاول الاحتلال إقامة حزام استيطاني يعزل الحرم القدسي عن الفلسطينيين
وضمن خطّة تطويق البلدة القديمة، يحاول الاحتلال إقامة حزام استيطاني يعزل الحرم القدسي عن أماكن الفلسطينيين، لكن حيّ الشيخ جراح (شرقاً) يمثّل حجر عثرة أمام ذلك، ولذا يعمل العدو على تهجير سكّانه منه بحجّة عدم امتلاكهم أوراقاً تثبت ملكيّتهم للأرض (راجع العدد 4300 في السبت 20 آذار). وترجع قصة الحيّ الذي يسكنه 500 فلسطيني إلى عام 1956، عندما اتفقت الحكومة الأردنية مع «وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين» (الأونروا) على إسكان 28 عائلة من لاجئي النكبة فوق أرض تُسمّى «كرم الجاعوني». ووفق الاتفاقية، تُسجّل ملكية البيوت والأرض، بعد ثلاث سنوات من إقامة اللاجئين في بيوتهم الجديدة، بأسماء العائلات في الطابو الأردنيّ. لكن بعد احتلال القدس عام 1967 مباشرةً، بدأ مسلسل السيطرة على الحيّ بالاستيلاء على عدد من المنازل فيه، ثمّ إخطار السكان بالرحيل. والجديد في القضية أنه بعد ضغط العائلات الفلسطينية، أعلن الأسبوع الماضي المتحدّث باسم الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، أن عمّان سلّمت في 2019 السفارة الفلسطينية مراسلات وعقود إيجار لوحدات سكنية تعود إلى أهالي الشيخ جرّاح، مؤكداً أنه تمّ تسليم سجلات المملكة الرسمية، والعائدة إلى وزارة الإنشاء والتعمير سابقاً، وكلّها تُبيّن بعد البحث الدقيق والمطوّل إبرام عقود تأجير لعدد من الأهالي تمّ نشرها في الصحف الأردنية.
وتُخطّط سلطات الاحتلال لبناء 200 وحدة استيطانية فوق أراضي الشيخ جرّاح وبيوته، بما فيها نصب تذكاري لأحد ألوية الجيش، على أن يخدم هذا المخطّط رؤية العدو في تطويق البلدة القديمة، بتحقيق امتداد جغرافي استيطانيّ، وخنق الأحياء الفلسطينية وقطع تواصلها. وخلال مطلع العام الجاري، طُرحت على طاولة حكومة الاحتلال ثلاثة مشاريع تهويدية للقدس، تقوم على مصادرة أحياء فلسطينية كاملة وتشريد سكانها. ومن تلك المشاريع مصادرة نحو 40% من أراضي الشيخ جرّاح، وطرد 500 مقدسي منه خلال شهرين. وبالفعل، صدر قرار ضدّ سبع عائلات بإخلاء منازلها قبل الشهر المقبل، وأخرى قبل آب/ أغسطس المقبل، وذلك لعجزها عن إثبات ملكيّتها نتيجة تلكّؤ الحكومة الأردنية والسلطة الفلسطينية في هذا الملف.
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا