أعلن السياسي البارز في حزب «الليكود» غدعون ساعر، في 8 كانون الأول 2020، انشقاقه عن الحزب وتشكيل حزب «تكفا حدشا»، أي «أمل جديد»، لخوض انتخابات الكنيست المقبلة. استطاع ساعر بتشكيل حزبه الجديد أن يعيد تشكيل الخريطة الحزبية الإسرائيلية، لينافس نتنياهو على قيادة معسكر اليمين، واضعاً هدفاً وهو «إطاحة نتنياهو مع الإبقاء على معسكر اليمين في الحكم».
تحقيق هذا الهدف مرهون بقدرة ساعر على سحب أصوات من الليكود لصالح حزبه، وهو ما يشكّل تهديداً لرئيس «الليكود» بنيامين نتنياهو، خاصة مع إظهار استطلاعات الرأي في الفترة التي تلت تشكيل ساعر حزبه أنه سيحصل على ما يقارب 15 إلى 18 مقعداً، لتتدنى هذه الأرقام في الاستطلاعات اللاحقة إلى 10 مقاعد.

بتشكيله الحزب الجديد، شهد «الليكود» انشقاق بعض أعضائه للانضمام إلى ساعر، إذ أعلن وزير التعليم الإسرائيلي وعضو الليكود المقرّب من نتنياهو، زئيف ألكين، انضمامه إلى تكفا حدشا. كما انضم إلى ساعر أعضاء الكنيست عن قائمة «الليكود» شيران هسكل، وميخال شير، ويفعات بيطون، إضافة إلى يوعاز هاندل وتسفي هاوز اللذين كانا في حزب «كاحول لافان» لكنهما كانا من مساعدي نتنياهو السابقين. كما أعلن الوزير السابق بيني بيغن، وهو نجل مناحيم بيغن، انضمامه إلى حزب ساعر الجديد.

حاول نتنياهو اتهام ساعر بانجراره نحو اليسار، إلا أن مواقف ساعر اليمينية أشد تطرفاً من نتنياهو؛ إذ يتمسّك ساعر بالمبادئ الصهيونية ويرفض المساومة عليها، مؤمناً بـ«أرض إسرائيل الكبرى»، ورافضاً لحل الدولتين، ومقترحاً حكماً ذاتياً للفلسطينيين مرتبطاً بالأردن. كما يدعم توسيع الاستيطان ويرفع شعار «حيث سيعبر خط المحراث، ستعبر حدودنا»، وهو كان من الرافضين لخطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب «صفقة القرن» بسبب البنود التي تتحدّث عن إقامة دولة فلسطينية وتفكيك بعض المستوطنات والانسحاب من بعض مناطق الضفة الغربية. ومن أهداف حزبه «ترسيخ هوية إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، والحفاظ على الديموقراطية»، واعداً في برنامجه الانتخابي ببناء 40 ألف وحدة سكنية في القدس خلال عشر سنوات.

شغل ساعر عدداً من المناصب الرفيعة. قبل دخول المعترك السياسي، عمل مساعداً للمدعي العام للدولة ومساعداً للمستشار القانوني للحكومة وسكرتيراً للحكومة. وانتخب عام 2003 للمرة الأولى لعضوية الكنيست عن «الليكود». وشغل منصب رئيس الائتلاف خلال حكومة أرييل شارون الثانية، وكان من أبرز المعارضين لخطة فك الانسحاب الأحادي الجانب من غزة. وعُيّن بين عامي 2009-2013 وزيراً للتربية والتعليم، وكان عضواً في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمن خلال العدوان على غزة عام 2012، ثم عُيّن وزيراً للداخلية عام 2013، قام خلالها بتمديد العمل بقانون الطوارئ الذي يحظر لمّ شمل الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، ووضع الحجر الأساس لإقامة أول جامعة إسرائيلية بالضفة الغربية، في مستوطنة «أرئيل».

استقال ساعر وانسحب من الحياة السياسية عام 2014، وعاد عام 2019 لينافس نتنياهو على رئاسة «االليكود» في الانتخابات الداخلية، إلا أنه حصل على 27.5% من الأصوات. وساعر هو الوحيد من «الليكود» الذي عارض منح نتنياهو الحصانة ضد المحاكمات القضائية التي قدّمت لوائح اتهام ضده في ملفات فساد، مطالباً نتنياهو بالتنحّي عن منصبه.