كما هو متوقع، غضّ إعلام النفط والغاز بصره تماماً عن زلة الملك السعودي المضحكة، بتحوير كلمة الاسترخاء إلى الاستخراء، ولكن بعض السعوديين وجدوا في هفوة سلمان بن عبد العزيز دليلاً جديداً على جدية ما يُتناقل في مجالسهم من أخبار عن أمراض الرجل الذهنية والبدنية، وأشهرها أن الملك يعاني أعراض الزهايمر، وأنه لم يعد يستطيع التركيز في كلامه أو اجتماعاته أكثر من بضع دقائق معدودات. وتروى في هذا الصدد حكايات كثيرة تُجمِع كلها على خرف «المقام السامي»، ومن ذلك أنه أوصى مرّة مسؤولاً ليبياً التقاه بأن يوصل سلامه إلى الأخ معمّر القذافي، دون أن ينتبه إلى أن القذافي قد مات وشبع موتاً!
لا شك في أن السعوديين يلذ لهم سماع مهازل ملوكهم، ولعلهم يرغبون في تداولها من أجل التندر والفكاهة والضحك على الحال التي وصل إليها «طويلو العمر»، أو ليستذكروا ما سبق أن تفوّه به ملوك آخرون من «الهراء»، كالراحل عبد الله الذي وصف ذات يوم رعيته بأنها «الشعب السعودي الشقيق»، لكنّ الواقع أن لا أحد، سوى حلقة ضيقة من الحاشية الملكية، باستطاعته أن يؤكد بدقة مستوى التردي الحقيقي الذي وصلت إليه مدارك سلمان العقلية، أو صحة ما يشاع عن مرضه بسرطان البروستاتا. أما متاعب الرجل البدنية، فهي لا تحتاج إلى التخمين. سلمان الذي بلغ، منذ أيام، ثمانين عاماً، مبتلى بأمراض الظهر والركبة، وهو خضع منذ آب 2010 لجراحة في العمود الفقري في الولايات المتحدة، وبقي للنقاهة مدة طويلة في قصر أغادير في المغرب.

«سلمان الحكيم»!
يريد سلمان أن يحتكر لذريته المال والسلطة المطلقة في بلاده

سعى الإعلام الخليجي ـ طوال العام الماضي ـ ليسبغ على الملك الجديد هالة من التمجيد والتبجيل. وما إن استقر المقام بسلمان حاكماً في قصر اليمامة في الرياض، حتى جرى توشيحه بتشكيلة مختارة من الألقاب: فهو صار «حكيم الأسرة السعودية»، و«أمين سرها ورئيس مجلسها»، وهو كان «المستشار الشخصي لملوكها السابقين». ومع أن «الحكمة» صفة ملازمة لكل رجل أو امرأة أو طفل أو رضيع في الأسرة السعودية، فإن «حكمة سلمان» تبدو من نوع استثنائي مخصوص، فهي ميزة «لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم». أما وسام «المستشار الشخصي للملوك السابقين»، الذي قلده الطبّالون والزمّارون لمليكهم، فهو بحق وسام مكذوب. لأن المستشار الحقيقي لعبد الله كان دائماً عبد العزيز التويجري ثم ابنه خالد التويجري، فيما كان مستشار فيصل صهره كمال أدهم، ولم يكن للملك خالد مستشارون، فلقد كان زاهداً في الحكم. وصحيح أن سلمان كان مقرّباً من شقيقه فهد، لكن الأخير كان يسمع من أناس عديدين. ولو كان لفهد مستشار حقاً، فسيكون ابن أخيه بندر بن سلطان الذي كان عين فهد وسمعه ولسانه ويده في الإدارات الأميركية.
سلمان عُرف أكثر ما عرف بشخصيته المتسلطة والمتعصبة والرجعية، ولن تنسى سيدات الرياض كيف أنه سلّط عليهن «المطاوعة» (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، فساموهنّ سوء العقاب. في تشرين الثاني 1990، يوم قاد عشرات منهن سياراتهن في شارع الملك عبد العزيز، في قلب مدينة الرياض، تحدياً للحظر المتخلف المفروض عليهن. لم يكتف سلمان بالمطاوعين عقاباً، فأوعز بأن تفصل أولئك النسوة من أعمالهن. وبالفعل فقد طردن ــ بعضهن من دكاترة الجامعات ــ من قاعات التدريس ومن أقسام المستشفيات، حتى عفا عنهن فهد لاحقاً.
أما «شيعة» المملكة، فإنهم قد علموا أن سلمان لن يغفر لهم أبداً تطاولهم عليه، أيام طاردوه عام 1990، في مدن واشنطن ونيويورك وبوسطن وأتلانتا ولوس أنجلوس ودالاس أثناء حضوره الدائم إلى معارض دعائية في المدن الأميركية، أشرف عليها أمير الرياض بنفسه، وحملت اسم «المملكة بين الأمس واليوم». في تلك الأيام، كان عشرات من الطلاب السعوديين يرفعون شعارات، أمام وسائل الإعلام الأجنبية، تندد بالتمييز الطائفي في بلادهم، وتفضح القمع في بلاد النفط والسيف. وكلما حل ركب سلمان، يستقبله منتظروه بالهتاف: «سلمان، يا سلمان... فين حقوق الإنسان؟!»
وسلمان يحب من الألقاب الكثيرة التي أسبغت عليه، لقب «أمير الثقافة»، ويحلو له أن يظهر في المحافل والمنتديات كناشر للصحافة والإعلام، وراع للمعرفة والعلوم، وضليع في التاريخ والأنساب. لكنّ وثيقة جديدة سربها موقع «ويكيليكس»، من أرشيف الخارجية السعودية تكشف مدى ضيق الملك الحالي بنشر التاريخ السعودي الذي يحتوي الأرشيف البريطاني على صفحات مهمة منه. وقد أصدر نفسه، قبل عامين (بصفته رئيساً لمجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز) تحذيراته إلى وزير الخارجية السابق سعود الفيصل، من خطورة ما عزمت عليه «مؤسسة قطر» مع المكتبة البريطانية، وقد بدآ تنفيذ مشروع رقمنة للجزء العربي من الوثائق والمخطوطات والخرائط البريطانية المحفوظة في أرشيف وزارة الهند (التابع للمكتبة البريطانية في لندن) والمتعلقة بالخليج.
شرع القطريون في ترجمة الوثائق إلى العربية، وأخذوا يسعون إلى نشرها على الإنترنت. ولم يغب عن سلمان إدراك مخاطر هذا الأمر. فبعث إلى ابن أخيه، سعود الفيصل، رسالة يشرح له فيها مفاسد هذا المشروع القطري، ويعلمه بأن «إخراج الوثائق والمخطوطات على الإنترنت، بكل ما فيها من حساسيات ومعلومات، سيسيء إلى تاريخ السعودية، خاصة أن المحتوى يتضمن تقارير سياسية واستخبارية ومراسلات ليس مناسباً نشرها للعموم»(1).
ووثائق «ويكيليكس» التي تكشف شيئاً من شخصية سلمان، لا تظهره فقط ممتعضاً من نشر تاريخ السعودية على الملأ، بل هي تظهره أيضاً «متحمساً لمبادرة أخيه عبد الله للسلام مع العدو الصهيوني»، و«متهيباً من الإصلاح في بلاده لأنه ــ طبقاً لزعمه ــ قد تنتج منه ردود فعل سلبية، بسبب العوامل الاجتماعية والثقافية في السعودية». أما الديموقراطية، فإنها وفق حديث سلمان مع السفير الأميركي في بلاده، لا تناسب المملكة التي «تتكون من قبائل ومناطق. ولو فرضت الديموقراطية على السعوديين، فستعمل كل القبائل والمناطق على تكوين أحزاب خاصة بها»(2).
عُرف سلمان أكثر ما عرف بشخصيته المتسلطة والمتعصبة والرجعية

«ادفنوهم... ما نِبي منهم حيّ»

كل التسريبات عن انغلاق الملك السعودي وشخصيته المتزمتة والرجعية، هي من الأمور المعروفة في الحجاز. لكن الجديد عن الرجل وعقليته، ما أورده الباحث عبد الوهاب فقي، نقلاً عن أوساط وزارية محلية حضرت اجتماعاً عقد بعد حادثة جهيمان العتيبي في مكة المكرمة في تشرين الثاني 1979. وقد حضر ذلك الاجتماع الملك خالد، وولي العهد فهد، والأمراء سلطان ونايف، وأمير الرياض سلمان، ووزير الصناعة والكهرباء غازي القصيبي، ووزير البترول والثروة المعدنية أحمد زكي يماني، ونوقشت فيه مسائل متنوعة، إلى أن وصل النقاش إلى مسألة ما ستصنعه الحكومة مع عوائل جماعة جهيمان. آنذاك طرح سلمان وفهد فكرة دفن عائلات جماعة جهيمان (المعروفة باسم «الجماعة السلفية المحتسبة»)، وهم أحياء، برغم أن الملك خالد رفض فكرة المساس بالنساء والأطفال. كذلك حذّر رأي آخر في الاجتماع الحكومي المصغر، من الفضيحة الإعلامية والسياسية، لكن سلمان وفهد أصرّا على تنفيذ فكرتهما، وهذا ما حصل بالفعل. ويؤكد عبد الوهاب فقي أن سلمان كان مهندس العملية ضد عائلات المتمردين(3).

«سلمانكو للتجارة والإمارة وريادة الفضاء»

لم يُعرف عن سلمان التشدد فقط، بل أيضاً بحدة مزاجه، وسلاطة لسانه التي نالت من كبار أفراد عائلته أحياناً. تروي إحدى وثائق «ويكيليكس» كيف أن الأمير سلمان لم يتردد في إهانة شقيقه الأكبر عبد الرحمن، حينما أعلن الأخير الاحتجاج على تخطيه في سلّم الخلافة، عام 2006. وذلك كما ذكر المستشار السياسي للسفارة الأميركية في الرياض، في تقرير رسمي بعثه إلى حكومته، وقد زجر سلمان أخاه قائلاً له: «اخرس، وعُد إلى عملك»(4). أيضاً، لم يَسلم بنو سلمان من طبيعة أبيهم الحادة، فقد كان ينالهم التقريع والتوبيخ منه، في السر والعلانية. كتب، مثلاً، الصحافي السعودي علي سعد الموسى، مقالة في جريدة «الوطن» السعودية، ذكر فيها نموذجاً من التعنيف الذي ناله الأمير سلطان بن سلمان من أبيه، ذات مرّة، في حضور الصحافي المذكور(5).
لكن، يبدو الآن أن سلمان صار أكثر ليناً مع ذريته بعدما شاخ، وبعدما تعرّض لفجيعتين متتاليتين بوفاة ابنيه الكبيرين: فهد (1955 ــ 2001) الذي كان نائباً لأمير المنطقة الشرقية، وقال الإعلام السعودي إنه توفي بسبب سكتة قلبية. لكن عارفين يرددون أنه مات بسبب إدمانه الشديد للمخدرات؛ وأحمد (1958 ــ 2002)، الذي كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارة «الشركة السعودية للأبحاث والتسويق»، وقال الإعلام السعودي إنه توفي بسبب «مرض عضال»، ويقول كثيرون إنه قضى بسبب إدمانه الكحول.
من الغريب أن الأمير أحمد مات في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض، بعد أسابيع من المعاناة. وكان أبوه سلمان يمضي رحلة استجمام في جنيف أيام احتضار ابنه، فلم يأبه لأن يعود إلى الرياض من أجل عيادة نجله. ثم إن سلمان لما سمع بموت ابنه أحمد، لم يشأ أن يرجع ليلقي نظرة وداع عليه قبل دفنه!
ولسلمان اثنا عشر ولداً وبنتاً واحدة، وأكبر أبنائه الأحياء، هو الأمير سلطان، الذي يشغل حالياً منصب رئيس «هيئة السياحة» في السعودية. ولقد نسجت أسطورة كبيرة حول الأمير سلطان في الإعلام السعودي. ولم تنفك الدعاية الرسمية تمدحه، منذ ثلاثين عاماً، فهو «أول رائد عربي ومسلم غزا الفضاء الخارجي»، لكن الحقيقة أن مهمة سلطان الفضائية كانت أكثر تواضعاً مما يروّج له الإعلام العربي. مثال ذلك أن الأمير أدرج رسمياً ضمن أفراد الرحلة المكوكية «ديسكفري»، باعتباره «حمولة» (كانت هذه هي التسمية الرسمية التي أسندتها وكالة «ناسا» لوظيفة الأمير ضمن رحلة الفضاء التي هدفت، عام 1985، إلى وضع القمر الصناعي «عرب سات» في مداره). ولم يكن صحيحاً ما زعمه الإعلام السعودي، أن الأمير أجرى تجارب علمية فضائية. بل إن سلطان نفسه أكد، في برنامج وثائقي بثته قناة «العربية» لمناسبة مرور 25 عاماً على الذكرى، أنه قضى أيامه السبعة في المكوك يقرأ القرآن إلى أن ختمه، ويتفرج على الأرض من إحدى نوافذ قمرته(6).
على كل حال، دفع السعوديون كي يتمكنوا من حجز بطاقة سفر للأمير السائح في الرحلة الفضائية، قرابة 80 مليون دولار. ومن الجدير أن نضيف أن ابن سلمان لم يكن المرشح الأصلي للسفر ضمن طاقم المكوك، بل إن الترشيحات رست أول الأمر على الطيار عبد المحسن البسام. وحينما سمع ابن سلمان بخبر رحلة الفضاء التي أزمعت بلاده أن تدرج سعودياً ضمن طاقمها من أجل الدعاية والفخر، فقد جهد ليقنع أباه بأن ابنه أولى من غيره ليكون «صاحب الإنجاز الفضائي».
برغم شهرة سلطان بن سلمان، فقد استطاع أخوه الأصغر أن يبزّه، فقد أصبح محمد أصغر وزير دفاع في التاريخ الحديث، وأحد أغنى رجال العالم وأكثرهم نفوذاً. ويثق سلمان ثقة تامة بابنه الثلاثيني، حتى إنه فوّض إليه، إلى جانب مسؤولياته السياسية، ليدير ثروته الطائلة التي جمعها منذ الخمسينيات بفضل تجارة الأراضي والعقارات، وقد درّت عليه (وعلى كثير من الأمراء الآخرين) ثروات هائلة. وكان سلمان يستفيد دائماً من سلطة منصبه أميراً لمنطقة الرياض، ومسؤولاً أول عن تطوير العاصمة، فكان يتملك الأراضي التي يعرف أن الحكومة تزمع إنشاء المرافق العامة عليها، ثم بعد ذلك يبيع تلك الأرض للدولة بأسعار باهظة(7).
لم يقتصر سلمان على تجارة العقارات في بلاده، بل سرعان ما نفذ إلى المصارف، فامتلك منذ الستينيات قرابة الثلاثين من أسهم البنك السعودي اللبناني. ثم مضى بعد ذلك، في السبعينيات، إلى الاستثمار في السودان، أيام صديقه جعفر النميري، فأنفق ملايين الدولارات في أراضٍ زراعية خصبة في حوضي نهر النيل الأزرق والأبيض. وكان يطمح إلى أن يصير واحداً من أكبر مصدري الغذاء للمملكة. أما في الثمانينيات، فاستولت على «أمير الرياض» رغبة جامحة في منافسة شقيقيه الأكبرين فهد وسلطان، فبدأ هو الآخر يبني قصوراً منيفة في بلاده، وحول العالم في ماربيا وجنيف وكان وطنجة ولندن. وفي بداية التسعينيات، أدرك «الأمير» سلمان أن شركات البناء والمقاولات هي التي تدرّ المال الوافر، فأنشأ لأبنائه شركات أخذت تنافس عمالقة السوق في السعودية، حتى إن مجموعة «نسما» التي يملكها محمد بن سلمان، يتردد أنها تحاول أن تبتلع مجموعة «بن لادن» العملاقة والعريقة في ميدان المقاولات.
في هذه الأيام، صار سلمان يريد أن يحتكر لذريته المال والسلطة المطلقة في بلاده. وهو يحسب أنه يخطط ــ مع ابنه محمد ــ خططاً ذكية. لكنّ المشكلة أن نزق الابن وقلة خبرته وتهوره، مع ضعف مدارك الوالد وتعجرفه وغطرسته، قد تنحرف بالخطط وبالبلد بأكمله عن سكك الرخاء، وأسوأ من ذلك أنها قد تجرفه إلى مهاوي «الاستخراء»!

هوامش
(1) الرسالة التي نشرها موقع «ويكيليكس» تعرض طلباً وتحذيراً تقدم بهما سلمان بن عبد العزيز إلى سعود الفيصل، بتاريخ 10ـ 01ـ 1434 هـ.
(2) البرقية رقم (07RIYADH651_a) نشرها موقع «ويكيليكس»، وهي تتناول الحديث الذي دار في مكالمة وداع بين السفير الأميركي في الرياض والأمير سلمان، في تاريخ 25 آذار 2007.
(3) عبد الوهاب فقي، الجزء الأول من مقال «الصراع على السلطة في السعودية»، تشرين الثاني 2015.
(4) التقرير نشره موقع «ويكيليكس»، ويحمل رقم (70692 RIYADH)، وهو صادر من السفارة الأميركية في الرياض، في 2 أيار 2006، وقد كتبه المستشار السياسي ديفيد. هـ. راندل، وحمل عنوان: «ولي العهد يدعم الملك في نزاعات العائلة».
(5) علي سعد الموسى، مقال «أيتام سلمان بن عبد العزيز»، جريدة «الوطن» السعودية، بتاريخ 9 شباط 2015.
(6) حينما عاد الأمير سلطان بن سلمان إلى السعودية جرى الاحتفال به، كأنه يوري غاغارين. ومن النكت التي راجت في ذلك الوقت أن سفرة سلطان للسماء كانت دليلاً جديداً على الإعجاز العلمي في القرآن. فلقد تحدى الله عز وجل الإنس والجن بأنهم لن يستطيعوا أن ينفذوا من أقطار السماوات (الفضاء الخارجي) إلا بـ«سلطان» (أي بواسطة سلطان بن سلمان!). ومن الطرائف أيضاً أن الملك فهد سأل ابن أخيه إن كان رأى بأم عينه أن الأرض كروية. وأجاب الأمير بأنها كذلك بالفعل. فابتسم فهد وأسرّ لابن شقيقه بأن عليه إذاً أن يقنع الشيخ ابن باز بما رآه. وفعلاً فقد زار ابن سلمان، عبد العزيز بن باز، وأخبره ــ في جملة ما ذكره له ــ أنه شاهد بعينه أن الأرض كرة بيضاوية. لكن المفتي السعودي (الذي أصدر فتوى بكفر من يقول إن الأرض غير مسطحة) لم يستسغ ما قاله ضيفه، وعبس بوجهه، ولم يرغب في المجادلة. لكن لم يسكت الأمير، فقال للمفتي أنه رأى بأم عينه الشمس تشرق وتغرب في الفضاء، في اليوم الواحد، ست عشرة مرة. وهنا اكفهر وجه ابن باز، والتفت إلى ابن سلمان مزمجراً: «وش هالكلام؟! الشمس تغرب 16 مرة باليوم؟!.. هههه، فهمنا قصدك.. تريد تقول لي إنك فطرت في يوم رمضان 16 مرة! (كانت سفرة ابن سلمان في أواخر شهر رمضان 1405 هـ).. يا أخي، قول: ما صمت، وخليك من ها السوالف الفاضية!».
(7) يبدو أن محمد بن سلمان لا يزال يمارس لعبة أبيه بوضع اليد على العقارات المهمة. ولقد نقل موقع «مرآة الجزيرة» السعودي، أن «موافقة ملكية صدرت لمنح أرض متنزه الخرارة للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز». ويقع متنزه الخرارة (الذي تقدر مساحته بما يفوق 160 مليون متر مربع)، في محافظة المزاحمية غرب الرياض، حيث يعتبر مقصداً لهواة النزهات البرية والطيران الشراعي.

روابط يوتيوب