غزة | علمت «الأخبار»، من مصادر في «حماس»، أن الحركة جدّدت، على هامش الحوارات الجارية في القاهرة، استعدادها لإبرام صفقة تبادل للأسرى قبل الانتخابات الفلسطينية، أو الإسرائيلية، أو بعدهما. لكنها شدّدت، أمام المسؤولين المصريين في جهاز «المخابرات العامة»، على موقفها القاضي بالتزام الاحتلال شروطها، وما وصلت إليه المباحثات في هذا الملفّ خلال العام الماضي. ولا تزال «حماس» مصرّة على شروطها لبدء مفاوضات التبادل بشكل جادّ، كما ترى أنه ستكون للصفقة تداعيات مهمّة في السياق الداخلي الحالي، وخاصة لو أفضت إلى الإفراج عن عدد كبير من القيادات المؤثّرة في «حماس» و«فتح».تفيد المصادر بأن قائد «حماس» في غزة، الفائز بدورة ثانية أخيراً، يحيى السنوار، يضع قضية الأسرى على رأس أولوياته خلال دورته الجديدة، مشيرة إلى أنه تعهّد، في أوّل تصريح له بعد الانتخابات الداخلية، بأنه لن يدّخر جهداً في العمل لتحرير الأسرى، واعداً بـ«(أننا) سنكون وسائر أسرانا وأسيراتنا على موعد قريب مع الحرية». وترفض الحركة الكشف عن مصير الجنود الإسرائيليين لديها قبل إفراج الاحتلال عن محرَّري تبادل «وفاء الأحرار» (2011) الذين أُعيد اعتقالهم، إلى جانب الأسيرات والأطفال والأسرى المرضى. كما تحرص على أن تشمل المفاوضات آلاف الأسرى وأصحاب المحكوميات العالية، إضافة إلى قيادات وطنية من الفصائل كافة.
وفي سياق متصل، طلب الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، في مؤتمر مشترك مع نظيره الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في القصر الرئاسي في برلين أوّل من أمس، الوساطة لدى «حماس» لإنهاء أسر أربعة جنود في غزة منذ 2014. وقال ريفلين: «شدّدْتُ على أننا لن نتوقف حتى يعود أولادنا المحتجزون لدى حماس إلى ديارهم»، مُجدّداً طلبه مواصلة الألمان مشاركتهم في هذه القضية. وتزامناً مع ضغوط عائلات الجنود على حكومتهم، لا تنفكّ هذه العائلات عن تقديم التماسات إلى «المحكمة العليا» في دولة الاحتلال لمنع أيّ تسهيلات أو خطوات إنسانية لغزة قبل إبرام التبادل.
وسبق أن هاجم سيمحا غولدين، وهو والد الضابط هدار غولدين الأسير لدى المقاومة، رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، بعد تصريحات للأخير قبل ثلاثة أسابيع قال فيها إنه لا توجد فرصة حقيقية لإعادة الجنود. واتهم غولدين، نتنياهو، بأنه «لا يفعل شيئاً حيال الجنود الذين فُقدوا في ساحة المعركة، بل يسمح شخصياً بلفتات إنسانية لحماس، ويحبط أيّ مبادرة من شأنها أن تعطي إشارات من أجل استعادة الجنود». وعلى رغم إدخال الاحتلال مساعدات بالحدّ الأدنى إلى القطاع، لا يزال نتنياهو ووزير الأمن، بيني غانتس، يؤكدان أنه لن تتمّ التحسينات الاقتصادية قبل إنهاء ملف الجنود، وذلك كجزء من الضغط على «حماس» لتليين موقفها قبل الانتخابات الفلسطينية التي ستبدأ في 22 أيار/ مايو المقبل.
أبلغت الحركة موقفها للمخابرات المصرية على هامش حوارات القاهرة

كما سبق أن قال غانتس: «لن نتصرّف كحيوانات بشرية، ولن نمنع الأدوية والطعام، لكن لن نسمح بتنمية حقيقية وطويلة الأمد... حتى يعود الجنود»، وهو ما ردّت عليه «حماس» بالتأكيد أن «كلّ المنظومة الصهيونية لن تحصل على جنودها إلّا بتبادل حقيقي وبمفاوضات غير مباشرة».
إلى ذلك، اعتصم عشرات الأسرى المحرَّرين أمام مبنى مجلس الوزراء في مدينة رام الله، وسط الضفة المحتلة، للمطالبة بتسريع استيعابهم في المؤسّسات الرسمية، وفق الحلّ الذي وضعته السلطة لمشكلة رواتب الأسرى الذين اعترض عليهم الاحتلال واقتطع أموالهم من «المقاصة»، إذ تلقّى الأسرى وعوداً بأن تكون رواتبهم تحت بند «موظفين» لا بند «أسرى». واتهم عضو «لجنة الأسرى المحرَّرين»، مصطفى الخطيب، السلطة، بأنها جعلت الأسرى «يعيشون وهماً على مدار أربعة أشهر، لكن لم يتحقّق شيء حتى الآن»، مشيراً إلى إرسال 150 أسيراً محرَّراً فقط لإجراء الفحص الطبي (من إجراءات التوظيف)، فيما بقي 7500 أسير بانتظار التفريغ.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا