غزة | وقّعت الفصائل الفلسطينية، خلال جلستَي الحوار اللتين أدارتهما المخابرات العامة المصرية في القاهرة، أمس، على «ميثاق شرف» محصِّلته التوافق على كلّ القضايا المتعلّقة بسير الانتخابات التشريعية (البرلمانية)، سواء الإدارية أو القانونية أو الأمنية، لتكون المرجعية واحدة للجميع، وهي «مجلس القضاء الأعلى» وقيادة الشرطة في الضفة، مع الاتفاق على احترام نتائج الانتخابات وقرارات المحكمة الخاصة بها. وعلمت «الأخبار» أن الفصائل سجّلت اعتراضات على محاولة «فتح» استثناء الشرطة في قطاع غزة من المشاركة في تأمين الانتخابات، ليتمّ بعدها الاتفاق على أن تشارك في التأمين ويكون مرجعيتها قائد الشرطة في الضفة الذي عليه التعاون مع نظيره في غزة، وهو ما ينهي الخلاف السابق حول هذه القضية. كما اتفقت الفصائل مع «لجنة الانتخابات» على استثناء الأسرى المحرَّرين المدرَجين في الوظائف العمومية من شرط الاستقالة لقبول ترشُّحهم للمجلس التشريعي. ومن أبرز ما خلصت إليه الفصائل، أيضاً، تجاوُز محاولة الاحتلال عرقلة نتائج الانتخابات، عبر منح القوائم الحقّ في أن تستبدل بالنوّاب المعتقلين مَن يليهم في قوائمهم في حال أسرهم، على أن يعودوا إلى دورهم النيابي فور الإفراج عنهم، وذلك ضمن قانون يسنّه «التشريعي».وعلى رغم مشاركة «الجهاد الإسلامي» في نقاشات «ميثاق الشرف»، إلا أنها لم تُوقّع عليه، على أساس أنها ليست جزءاً من الانتخابات التي ترفض المشاركة فيها كونها تجرى تحت سقف «اتفاقية أوسلو». وتطالب «الجهاد» بالفصل بين المجلسين التشريعي والوطني على صعيدَي العضوية والانتخاب، وفق تصريحات القيادي في الحركة، داود شهاب. مع ذلك، ستناقش الفصائل، في الجلستين الثالثة والختامية اليوم، وضْع «الوطني» و«منظّمة التحرير»، كما ستبحث آليات تشكيل «المجلس الوطني» الجديد، إذ يعترض عدد من الفصائل، وخاصة «الجهاد»، على شكله الحالي، وترغب في زيادة مساحة الانتخاب فيه بعيداً عن كون «التشريعي» جزءاً منه، فيما لا تزال عقبة الاتفاق على «برنامج وطني شامل» معضلة قد يجري تأجيلها إلى جلسات أخرى. كذلك، علمت «الأخبار» من مصادر «حمساوية» أن الحركة في انتظار نتائج حوارات القاهرة الجارية لإعلان شكل مشاركتها في الانتخابات، وأنها تضع قائمة فصائلية موحّدة كأولوية حالياً، لكن لا يزال خيار قائمة خاصة بها مطروحاً بقوة في ظلّ استطلاعات الرأي الأخيرة التي باتت تعطيها ما بين 42 - 45% من مقاعد «التشريعي».
من ناحية ثانية، وامتداداً لخلافات رئيس السلطة، محمود عباس، مع القيادي المفصول من «فتح»، محمد دحلان، كشفت قناة «الكوفية» التابعة للأخير، رفْض عباس وصول عشرين ألف جرعة من لقاح «كورونا» روسي الصنع، مُقدَّمة من دحلان بدعم من الإمارات، إلى الضفة، على رغم الوضع الصحي الصعب هناك. وقالت «الكوفية» إن نقاشاً حول اللقاح الروسي المُقدَّم من الإمارات جرى بين وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، وعباس، خلص إلى رفض الأخير استقبال اللقاحات أو التعامل معها.
اختَلق نتنياهو حججاً لتغيُّبه عن أنصاره في عسقلان خوفاً من صواريخ غزة


في ملفّ آخر، لا تزال قدرات المقاومة في غزة تؤرّق رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، الذي لم يحضر مهرجاناً انتخابياً له في مدينة عسقلان القريبة من القطاع، مساء أول من أمس، بعد تهديدات بثّتها «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«الجهاد الإسلامي»، قبل ساعات من حضوره إلى المدينة التي انتظره فيها مناصروه أكثر من ساعتين، ليخرج بعدها بتصريح قال فيه إنه تلقّى «مكالمة على الخطّ الساخن من مسؤول عربي» منعته من الحضور، وفق القناة العبرية «الـ 12». ونشرت السرايا فيديو يُظهر استعدادها لإطلاق صواريخ، وفي نهايته صور لنتنياهو خلال مؤتمر انتخابي عقده في أسدود قبل نحو عام ونصف عام، عندما انطلقت الصواريخ على المدينة أثناء ذلك. وظهر على خلفية الصور تعليق بالعبرية مفاده: «إذا أتيْت إلى مؤتمر انتخابي في الجنوب مرّة أخرى، فسنطلق الصواريخ». في هذا الوقت، واستمراراً للدعاية الانتخابية من قِبَل وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، ادّعت وزارة الجيش بأن الأخير وقّع، أمس، على أوامر بمصادرة معدّات مخصّصة لمطابع تتبع «حماس» كانت ستدخل غزة، وتشتمل على حاويات فيها مواد ورقية وشحنة كبيرة من الأحبار.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا