لطالما حاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو استغلال علاقته مع القادة العرب في دعايته الانتخابية الداخلية، إذ يريد الظهور كرجل سلام، فعل ما لم يستطع من قبله فعله. تحقيق السلام مع الدول العربية من دون تقديم تنازلات للفلسطينيين. للأسف، خطة نتنياهو نجحت إلى حد ما. فهو كلما شعر بأنه يعيش مأزقاً داخلياً، تمتد يد مُطبّعة خليجية لإنقاذه.في الانتخابات الماضية، رفعت الإمارات والبحرين أسهم نتنياهو الانتخابية بعد توقيعهما «اتفاقية ابراهام» في البيت الأبيض. هذه المرة يتكرر السيناريو نفسه، يريد نتنياهو صورة تجمعه مع أحد قادة العرب ليستفيد منها انتخابياً. خياره الأول كان المغرب، فطلب لقاء ملكها، لأن الإسرائيليين من الأصول المغربية كثر في كيان العدو، وصورة نتنياهو مع الملك محمد السادس سترفع أسهمه بينهم. رفضت الرباط استقباله، فيمّم نتنياهو وجهه شرقاً تجاه الإمارات، التي مدت يدها مرة جديدة لإنقاذه، ووافقت على استقباله لساعات، ليلتقي فيها وليّ العهد محمد بن زايد.
قيل إن الإمارات وافقت «خجلاً» على استقبال «بيبي»، غير أن الأكيد أن «الخجل» الإماراتي ليس نابعاً من وجود رئيس حكومة احتلال على أراضيها، إنما سببه وقاحة وإصرار نتنياهو اللذان دفعاه إلى إرسال رئيس الموساد يوسي كوهين، للتوسط لتتم الزيارة التي رفضت ثلاث مرات. فبحسب ما كشفه المحلل السياسي لموقع «واللا» العبري باراك رافيد، فإن «نتنياهو منذ 10 أيام يحاول إقناع ابن زايد والإماراتيين لاستقباله، لكنهم رفضوا وقالوا له أن يؤجل ذلك الى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية». وبحسب رافيد «استمر نتنياهو بإرسال الرسائل والاتصال ببن زايد وأصر على الزيارة، إلا أن خجل الإماراتيين دفعهم إلى القبول بعد 3 مرات رفض».
غداً، سيزور نتنياهو أبو ظبي، وهو يسعى إلى استغلالها إلى حدها الأقصى، وكأن اليد الإماراتية ليست كافية لرفع أسهم نتنياهو أمام الجمهور الإسرائيلي، من المحتمل أن يهبّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان للنجدة. إذ كشفت قناة «كان» عن «وجود اتصالات متقدمة للقاء نتنياهو مع وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال الزيارة». وهو ما لمّح إليه المحلل في صحيفة «معاريف» بن كسبيت: «هناك أقوال أن رئيس دولة عربية سيكون كذلك هو في الإمارات».
وفي وقت لاحق نقلت «كان» عن مصادر سعودية، قولها إن «ابن سلمان لن يكون في الإمارات عندما يزورها نتنياهو».
يذكر ان وسائل اعلام العدو كشفت اواخر العام الماضي، عن لقاء جمع نتنياهو بولي العهد السعودي وبحضور وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو في مدينة نيوم. وقال إعلام العدو حينذاك إن رئيس الموساد، يوسي كوهين شارك في الاجتماع.
هذا اللقاء إذا تم بين نتنياهو وابن سلمان، سيستفيد منه الطرفان كل بحسب أجندته الخاصة، فالأول بحاجة إلى مثل هذه اللقاءات لتأمين الأصوات الانتخابية وللظهور كرجل سلام، ما قد يسمح له في سحب بعض الأصوات من كتلة أحزاب الوسط الإسرائيلية، والثاني أي ابن سلمان فهو يقدم فروض الطاعة لسيده الأميركي وذلك بعد حفلة التقريع التي نالها بعد نشر تقرير اغتيال الصحافي جمال خاشقجي. كما يوجه اللقاء رسالة إلى أميركا، مفادها إمكانية تشكيل تحالف ثلاثي يضم الإمارات والسعودية وإسرائيل، رافض لعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي مع إيران.
وبدأت مساء اليوم انتخابات الكنيست الـ 24 في البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم وقد افتتح 103 مركز اقتراع في حوالي 100 سفارة وقنصلية في جميع أنحاء العالم حيث يمكن لنحو 4000 ناخب مؤهل التصويت.
ولأول مرة سيتم فتح مراكز الاقتراع في دول عربية أقامت معها إسرائيل علاقات ديبلوماسية، العام الماضي (المغرب والإمارات). كما كان من المفترض أن يفتح صندوق اقتراع في البحرين، لكن لن يتم تفعيله لأن الطاقم التمثيلي موجود حالياً في إسرائيل.