القاهرة | يتعرّض رئيس مجلس النواب المصري السابق، علي عبد العال، لحملة إهانة متعمّدة في الإعلام وعبر النواب، بعدما أُطيح فجأة من منصبه، مُسجِّلاً سابقةً تاريخية في «المحروسة» بأن يعود رئيس المجلس ليكون نائباً عادياً. وفق مصادر، مَن اتّخذ قرار الإطاحة هو مدير «المخابرات العامة»، اللواء عباس كامل، الذي ظلّ يناور مع أستاذ القانون حتى اللحظات الأخيرة، ليأتي القرار مُوقَّعاً من الغالبية البرلمانية بقيادة حزب «مستقبل وطن» الذي اختارت المخابرات نوابه.منذ ذلك الحين، ظهر عبد العال مرّة وحيدة داخل البرلمان خلال جلسة أداء اليمين، ثمّ تَغيّب منذ تلك الجلسة التي لم يستكملها من الأساس، ليعمل بعدها على تحسين صورته عبر رسائل إلى الإعلاميين لنشرها في الصحف، وهو ما تَسبّب في غضب كامل الذي أطلق رجاله لمهاجمة عبد العال، وخاصة بعدما سرّب أخباراً عن تضايقه واعتكافه في المنزل عبر الصحافي والنائب مصطفى بكري. أكثر من ذلك، هدّد الرجل بالاستقالة بسبب تهميشه، ما دفع مدير المخابرات إلى التحرُّك سريعاً والتوجيه بمهاجمة رئيس البرلمان السابق، بل البحث في سجل مخالفاته. فالرجل الذي كان الشخصية الأهمّ بعد الرئيس (يُفترض أن يتولّى الرئاسة في حال وجود مانع للرئيس) بات اليوم مطروداً، مع تزايد المطالبات بمحاسبته على المخالفات.
مَن يقف وراء إطاحة عبد العال هو مدير المخابرات عباس كامل


ضمن هذه الحملة، طالب نواب بتطبيق اللائحة على عبد العال، وإسقاط عضويته بسبب غيابه، إلى جانب انطلاق أحاديث حول تقاضيه راتبه من دون وجه حق في الجامعة، بعدما تغيّب عن الحضور خلال رئاسته البرلمان. مهما يكن، في حال استقالة عبد العال، سيكون نجل شقيقه بديلاً منه بموجب وضع الأخير بديلاً في القائمة الانتخابية التي أوصلت الأوّل إلى كرسيّ البرلمان. ووفق تصريحات بكري، المقرّب من عبد العال، لم يعد أستاذ القانون قادراً على التعامل مع وضعه الجديد نائباً عادياً. وممّا يتردّد في الكواليس أن جزءاً رئيسياً من غضب اللواء كامل هو كثرة الاتصالات المباشرة والتواصل بين عبد العال والرئيس عبد الفتاح السيسي، لمحاولة القيام بدور أكبر، الأمر الذي تسبّب في تسريع إطاحته.
الآن، ثمّة في البرلمان الحالي تكتّلان رئيسيان تابعان للمخابرات: الأوّل نواب الغالبية، والثاني نواب تنسيقية «شباب الأحزاب» الذين يعملون على تقديم صورة المعارضة بعد إقصائها من المجلس في الانتخابات، وهؤلاء يتلقّون تعليماتهم من مدير مكتب كامل، الضابط أحمد شعبان.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا