صنعاء | شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات، أمس، تظاهرات شعبية غاضبة شارك فيها مئات الآلاف من اليمنيين، رفضاً لقرار وزارة الخارجية الأميركية القاضي بتصنيف حركة "أنصار الله" جماعة إرهابية. وشدّدت التظاهرات، التي خرجت في 24 ساحة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ، على حقّ الشعب اليمني في الدفاع عن نفسه وعن أرضه في وجه العدوان الذي يتعرّض له. وفوّض المشاركون إلى قيادة "أنصار الله" اتّخاذ القرار المناسب للردّ على التصنيف الأميركي، الذي لا يستهدف الحركة فحسب، بل كلّ اليمنيين. كذلك، طالب المتظاهرون إدارة الرئيس الأميركي، جون بايدن، بسرعة إلغاء القرار، الذي يمنح التحالف السعودي - الإماراتي ضوءاً أخضر للاستمرار في عدوانه وتشديد حصاره، ويُغلق مسارات السلام كافة، ويفتح أبواب الحرب على مصاريعها. واعتبر المشاركون في التظاهرات، التي خرجت في صنعاء وعمران وصعدة والمحويت وحجة وذمار وإب وتعز والحديدة، خطوة واشنطن محاولة مفضوحة لطمس معالم الإجرام الأميركي بحقّ اليمنيين.وتأتي هذه الفعاليات فيما أفاد تقرير صادر عن وزارة حقوق الإنسان في صنعاء بأن العدوان السعودي - الأميركي أدّى، ما بين عامَي 2015 - 2020، إلى مقتل 16802 مواطن مدني، بينهم 3753 طفلاً و2361 امرأة، وإصابة 19375 شخصاً، بينهم 4036 طفلاً و2994 امرأة، ونزوح أكثر من 3.2 ملايين نسمة. ووفقاً للتقرير الصادر قبل أيام، فإن العدوان والحصار تسبّبا في حرمان أكثر من 75 ألف مريض من السفر إلى الخارج لتلقّي العلاج بسبب إغلاق مطار صنعاء. وقالت وزارة حقوق الإنسان إنّها وثّقت وفاة أكثر من 42 ألف مريض من جرّاء منعهم من السفر، خلال السنوات الستّ الماضية. كذلك، لفت التقرير إلى أن العدوان والحصار تسبّبا في وفاة الآلاف من المواطنين، معظمهم من الأطفال والنساء، من جرّاء نقص الدواء وارتفاع معدّلات سوء التغذية الذي بلغ بين الأطفال 2,6 مليون، وارتفع في أوساط الأمّهات الحوامل إلى 200%.
أحصت وزارة حقوق الإنسان في صنعاء مقتل 16802 مدني ما بين 2015 و2020


وعلى مستوى الخسائر المادية، أشارت وزارة حقوق الإنسان إلى أن "التحالف" تعمّد تدمير البنية الأساسية والخدمية بأكثر من ربع مليون غارة معظمها بأسلحة أميركية. وبيّنت أنّ القصف الجوي أدّى إلى تدمير 671 سوقاً مركزياً، وإحراق 10998 محلّاً تجارياً لبيع المواد الغذائية و3500 بيت زراعي، إضافة إلى استهداف أكثر من 1868 منشأة مائية و1338 مضخّة وشبكة مياه، ما أدى إلى حرمان أكثر من 14 مليون يمني من الحصول على مياه شرب نظيفة. وفي القطاع السمَكي، تعمّدت دول العدوان تدمير أكثر من 100 مركز إنزال سمَكي، وحرمان ما يزيد على 40 ألف صيّاد من ممارسة أعمالهم، فيما قتلت أكثر من 500 صيّاد أثناء مزاولتهم أعمالهم في السواحل اليمنية.
كذلك، اتهم التقرير الرسمي، "التحالف"، بتدمير كلّ ما له علاقة بسبُل العيش الكريم، كالمصانع المحلية والمزارع والطرقات بين المحافظات التي تعدّ خطوط إمدادات رئيسة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى عشرات الآلاف من الأسر الفقيرة والمعدمة. وفي هذا الإطار، أظهر أن العدوان استهدف بصواريخ أميركية الصنع 348 مصنعاً يمنياً مملوكاً لشركات القطاع الخاص والعام، وحوّل مطاحن مركزية للغذاء إلى أهداف عسكرية، فضلاً عن استهداف أكثر من 300 مخزن غذاء في العاصمة والمحافظات، وتدمير أكثر من 3930 طريقاً وجسراً. يضاف إلى ما تقدّم تجاوز كلّ الأعراف الدولية باستهداف أكثر من 483 مرفقاً صحّياً و92 سيارة إسعاف، والاعتداء على المرافق الدينية ومعالم التراث الإنساني بتدمير أكثر من 417 معلماً تاريخياً وأثرياً، وأكثر من 1324 مسجداً.