تشهد المنطقة «تمرّداً مكتوماً» ضد مشروعات الدولة المفروضة
بعد أسابيع من بداية الحفر، تعرضت عمارة الشربتلي الشهيرة لهزّة. العقار التاريخي مع حائط تابع لسفارة البحرين، بالإضافة إلى مواقع أخرى كلها تأثرت بالحفر، وبعدها بأسابيع تأثرت عقارات أخرى جرى إخلاؤها مقابل تعويضات تدفعها «النقل» من أجل تنفيذ المشروع، بجانب مطالبات الوزارة لسكان اثنين من العقارات الموجودة بالفعل بالاستعداد للإخلاء وتعويضهم مع نقلهم إلى مواقع أخرى بسبب احتياج مشروع المحطة إلى موقع عقاراتهم. أعمال الحفر في المحطة التي ستقع في قلب الزمالك حوّلت المنطقة إلى مكان شبه مغلق وخاصة مع وجود مدارس مهمة يسبب تشغيلها زحمة إضافية، في وقت تعرّضت فيه مواسير المياه للتكسير أكثر من مرة، وانقطعت المياه عن المنطقة لأيام، لدرجة أن شركة المياه أرسلت السيارات لتوفرها للسكان عبر «جراكن» في مشهد لم تره الزمالك من قبل.
أما الجزء المواجه للنيل، فينتظر مشكلة جديدة مع السماح بترخيص مركب عائم أمام العقارات، ليجد المارُّ العقاراتِ التراثية المطلة على النهر وعليها لافتات ترفض المطاعم الجديدة التي ستحجب رؤية الشقق للنيل في المكان المقابل لمبنى وزارة الخارجية الفخم والمطل على النهر من الجهة الأخرى، وهي مبانٍ فيها سفارة تونس، ويقطن فيها دبلوماسيون ومشاهير. وآخر المشروعات التي يجري العمل فيها داخل الزمالك هو إنشاء «عين القاهرة» الذي سيضم أكبر عجلة ترفيهية وسياحية في أفريقيا بارتفاع 120 متراً. ومن المقرر أن ينطلق المشروع في 2022 ليتيح الفرصة لمشاهدة القاهرة بالكامل، على غرار العجلة الموجودة في دبي ولاس فيغاس.
خطورة هذه المشروعات من وجهة نظر سكان الزمالك ليست في الأعداد الكبيرة التي سيؤدي التطوير إلى ترددها على المنطقة الهادئة فقط، بل في اختراق خصوصية الحيّ الهادئ وعشرات العقارات التي سيتضرّر سكانها بسبب اقتراب العجلة من منازلهم، ما جعل السكان يبدأون التحرك ضد المشروع الجديد. هكذا، بفضل مخططات التطوير، لم يعد الزمالك كما كان: الحيّ الذي انتمى سكانه إلى الأنظمة والاستقرار ورفض التظاهر وأيّد قرارات الدولة. هو نفسه الآن يشهد تمرداً مكتوماً بدأ عبر «غروبات» المنطقة على «فايسبوك» لرفض قرارات الحكومة.