ريف دمشق | تمكّن الجيش السوري من تحرير بلدة رنكوس (الريف الشمالي لدمشق) بالكامل، التي تعدّ المعقل الثاني لمسلّحي القلمون، بعد تحرير الجيش لـ«عاصمتها» يبرود في منتصف الشهر الماضي.
عملية استعادة البلدة، التي وصفتها مصادر عسكرية بـ«المباغتة»، استغرقت أقل من 48 ساعة: بدأت برمايات مكثفة أول من أمس، بحوالى 100 قذيفة على نقاط تجمّع المسلّحين في البلدة، من جهة «اللواء 65» في منطقة حفير الفوقا، مهّدت لدخول الجيش ومقاتلي حزب الله إليها قبل ظهر أمس، وتأمين محيطها بالكامل. مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنّ جهود الجيش السوري انصبّت في الأسبوعين الأخيرين على تأمين المرتفعات المطلّة على رنكوس، وأبرزها السيطرة على مرصد صيدنايا أو ما يسمّى تلّة الرادار التي تحمل أهمية استراتيجية لكونها تطل على رنكوس وسلسلة الجبال اللبنانية، إضافة إلى المرتفعات المجاورة لقرى الصرخة وبخعة، وذلك بغية «تأمين دخول سهل إلى البلدة، بعد جعل مسلّحيها تحت مرمى نيران مدفعية الجيش، وتشتيت صفوفهم قبل خوض المواجهات البرّية معهم».
انحصر وجود المسلّحين في حوش عرب وعسال الورد ومعلولا
وتمكّن الجيش أول من أمس من الدخول إلى الأحياء الشرقية للبلدة، حيّي الإسكان والجمعيات، وصباح أمس بدأ المسلّحون بالتراجع إلى بساتين رنكوس الغربية، ومنها بدأت مجموعاتهم بالفرار إلى بلدة الزبداني غرباً. وقتل في المواجهات العشرات من المسلّحين، بينهم القيادي في «جبهة النصرة» أبو طلحة البغدادي الذي يعدّ المخطّط الأول لاقتحام صيدنايا، ولتفجير دير الشيروبيم في شهر تشرين الثاني الماضي. ويضيف المصدر: «ينحصر وجود المسلّحين اليوم في القلمون في ثلاثة مناطق هي حوش عرب وعسال الورد ومعلولا، وهي مناطق باتت معزولة تماماً عن الدعم الذي كان يأتي من جهة الحدود اللبنانية. يمكن القول اليوم إن معركة القلمون في نهاياتها».
وذكرت مصادر ميدانية أن الجيش قد تمكّن من أسر عشرات المسلّحين في رنكوس، وأنه عثر على أنفاق ومستشفيات ميدانية أثناء تمشيطه للبلدة. وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن مسلّحي «جيش الإسلام» فرّوا باتجاه بلدة الزبداني، حيث من المتوقع أن تندلع في الأيام المقبلة مواجهات بينهم وبين وحدات الجيش السوري الموجودة في منطقة الحوش والمعسكر وجبل هابيل المحيطة.
وفي الغوطة الشرقية، اتسعت دائرة المواجهات في اليوم الثامن من عملية الجيش العسكرية في بلدتي المليحة وجوبر. وقتل في المواجهات عشرات المسلّحين، في مختلف بلدات الغوطة الشرقية؛ ففي المليحة استمر سلاح الجو والمدفعية في ضرب نقاط تجمّع المسلّحين، فيما تواصلت الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة في محيط البلدة. وبحسب مصادر معارضة، قتل 4 مسلّحين من كتائب «شباب البراء» التابعة لـ«فيلق الرحمن»، فيما سقط العديد من القتلى في صفوف تنظيم «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» الذي حسم خياره أخيراً بمؤازرة مسلّحي المليحة. وقتل 25 مسلّحاً وجرح العشرات في بلدة عربين، نتيجة استهداف الجيش تجمعاً لهم في مدخل البلدة الغربي، بالقرب من جامع غبير. وفي دوما، واصل سلاح الجو قصفه لحواجز المسلّحين وتجمّعاتهم داخل البلدة وعلى أطرافها التي شهدت محاولات انتقال المسلّحين باتجاه بلدة زملكا، للعبور منها باتجاه المليحة. كذلك أغارت الطائرات على أطراف زبدين، المتاخمة للمليحة، أثناء محاولات المسلّحين الوصول منها إلى المليحة. وفي جوبر، استهدفت مدفعية الجيش تجمّعاً للمسلّحين بالقرب من دوار البرلمان ومدرسة الخنساء وجامع حذيفة، وأوقعت العديد منهم بين قتيل وجريح. وفي داريا (الغوطة الغربية)، قتل سبعة مسلّحين أثناء مواجهات دارت بينهم وبين الجيش السوري.
وفي سياق مختلف، استمر سقوط قذائف الهاون في مناطق متعددة من العاصمة وضواحيها، وبالأخص في المناطق المتاخمة لبلدة المليحة؛ ففي جرمانا سقطت ثلاث قذائف هاون بالقرب من شارع الباسل وقذيفتان في شارع الروضة، وفي منطقة الكباس في دويلعة سقطت قذيفتان، ما أدّى إلى إصابة مدنيين. وسقطت 4 قذائف أخرى في محيط ساحة العباسيين.
وفي مخيّم اليرموك، جنوبي دمشق، وقع أمس اشتباك بين مسلّحين ومقاتلي «القيادة العامة»، أثناء احتشاد الأهالي لتسلّم المواد الإغاثية، بالقرب من ساحة الريجة، ما أدّى إلى مقتل شاب وجرح أربعة آخرين من الأهالي.
إلى ذلك، قام الجيش السوري بـ«تسوية أوضاع» 13 مسلّحاً في بلدة كناكر، في ريف دمشق الغربي، بالتنسيق مع لجنة المصالحة الوطنية في البلدة.