سيقوم الطرفان بإعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب على الفور
في زيارته الأخيرة إلى المغرب في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكّد مساعد وزير الخارجية الأميركي، ديفيد شنكر، أن الولايات المتحدة تُقدِّر «دعم جلالة الملك المستمر والقَيّم للقضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام في الشرق الأوسط»، مذكِّراً بأن البلدين سيحتفلان، العام المقبل، بمرور 200 عام على صداقتهما، «حينما سنحيي الذكرى المئوية الثانية للمفوضية الأميركية في طنجة، وهي أقدم معلم دبلوماسي أميركي في العالم». عاد ترامب بالذاكرة إلى القرن الثامن عشر، ليربط اعتراف المغرب بالولايات المتحدة في عام 1777، باعتراف الأخيرة، للمرّة الأولى في تاريخها، بسيادته على الصحراء الغربية، على افتراض أن اقتراح الرباط «الجادّ والواقعي بحكم ذاتي تحت السيادة المغربية، هو الأساس الوحيد لحلّ عادل ودائم من أجل السلام والرخاء»، بخلاف الخيار «غير الواقعي» والمتمثّل في إقامة دولة مستقلّة في الصحراء، وفق ما جاء في بيان للبيت الأبيض. وحثّ البيان الجانبين على «بدء مناقشات دون تأخير، استناداً إلى خطّة الحكم الذاتي المقدَّمة من قِبَل المغرب، باعتبارها إطار العمل الوحيد للتفاوض على حلّ مقبول من الطرفين».
موافقة ترامب عل تغيير سياسة بلاده «المحايدة» إزاء الصحراء الغربية، حيث تعتزم واشنطن فتح قنصلية لها في إطار الاتفاق، شكّلت المحرّك الرئيس للحصول على موافقة المغرب السريعة على التطبيع. صحيح أن قضية الصحراء الغربية، والموقف الأميركي منها، طغيا على الاتفاق برمّته، إلى درجة أن محمد السادس تجلّى في هيئة منتصر لم يحتج إلى تقديم أيّ تنازلات، لكن «الانفراجة التاريخية الأخرى» على حدِّ تعبير ترامب، ستؤدّي هي الأخرى إلى إقامة الرباط علاقات دبلوماسية كاملة، واستئناف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل (والمنقطعة منذ عام 1994)، والسماح بعبور رحلات جوية وأيضاً برحلات طيران مباشرة من إسرائيل وإليها. وبحسب مستشار الرئيس الأميركي وصهره، جاريد كوشنر، الذي أشرف ومساعده آفي بيركوفيتش على الاتفاقات الأربعة، «سيقوم الطرفان بإعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب على الفور بنيّة فتح سفارتَين»، كما «سيعزّز الطرفان التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية». أمّا «الهدية» الثانية التي قدّمتها إدارة ترامب إلى حليفتها، الرباط، في إطار التطبيع، فجاءت على شكل موافقة واشنطن على بيع المغرب طائرات مسيّرة كبيرة ومتطوّرة من طراز «إم كيو-9 بي» التي تطوّرها شركة «جنرال أوتومكس»، وعددها أربع على الأقل، بحسب ثلاثة مصادر تحدّثت إلى «رويترز»، وأكّدت أن الصفقة التي وقّعتها وزارة الخارجية، ستحتاج إلى موافقة الكونغرس الذي مرّر للتوّ صفقة سلاح للإمارات بقيمة 23 مليار دولار.
«بوليساريو» تتعهّد بمواصلة «الكفاح»
ندّدت جبهة الـ"بوليساريو" بقرار الولايات المتحدة الأميركية الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، معتبرة في بيان "هذا الموقف... انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية". ورأت أن هذه الخطوة "تعرقل جهود المجتمع الدولي لإيجاد حلّ للصراع". وكان ممثل الجبهة في أوروبا، أبي بشرايا البشير، أسف بشدّة للقرار الأميركي، الذي وصفه بأنه «غريب لكن ليس مفاجئاً». وقال إن «هذا (القرار) لن يُغيّر قيد أنملة من حقيقة الصراع، ومن حقّ شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير»، متابعاً أن الـ«بوليساريو» ستواصل «كفاحها».
(رويترز)