قدم وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي استقالته رسمياً، أمس، إلى رئيس الحكومة إبراهيم محلب، في وقت أدى فيه الفريق أول صدقي صبحي اليمين الدستورية كوزير للدفاع والإنتاج الحربي. وحضر المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المستقيل، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إلى مقر اجتماع مجلس الوزراء بالهيئة العامة للاستثمار، أمس، لتقديم استقالته بشكل رسمي لرئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، مرتدياً زياً مدنياً.
واستمر لقاء السيسي مع محلب قرابة نصف ساعة، دار خلالها «حديث ودي حمل تمنيات رئيس الوزراء للمرشح المحتمل بالتوفيق وشكره على دوره خلال المرحلة الانتقالية». وحرص السيسي على مصافحة الجميع قبل مغادرته مقر انعقاد مجلس الوزراء، ليواصل المجلس انعقاده لمناقشة جدول أعماله.
وأكد محلب في تصريحات صحافية أن «الحكومة ملتزمة بالحياد التام إزاء إجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة وحريصة على أن تتم بنزاهة كاملة».
وقالت الحكومة، في بيان، إنها ستقف على مسافة واحدة من كل المرشحين لانتخابات الرئاسة، مشيرة إلى أنها ستعمل على توفير كل متطلبات نجاح العملية الانتخابية، حتى تجرى بكل نزاهة وشفافية. وأضافت إنها «تتابع الإجراءات التي سوف تتخذها اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية، باعتبارها صاحبة الاختصاص الوحيد في ما يتعلق بالعملية الانتخابية». ولفت البيان إلى أن «الحكومة ترحب بالتعاون مع كل الجهات المصرية والأجنبية الراغبة في متابعة العملية الانتخابية».
وقال عمرو جودة، مؤسس حملة «بأمر الشعب» الداعمة لترشح السيسي للرئاسة، إن «مؤيدي السيسي سيحتشدون غداً الجمعة (اليوم) في ميدان التحرير، وسط القاهرة، وبقية الميادين للاحتفال بقرار المشير بالترشح للرئاسة وتأييداً له».
والتقى الرئيس المؤقت عدلي منصور، أمس، محلب الذي ستواصل حكومته عملها بشكلها الحالي لحين استكمال الانتخابات الرئاسية. وتفيد المعلومات بأنه لن تجرى أي تعديلات وزارية.
في المقابل، طالب معصوم مرزوق، المتحدث باسم حملة المرشح الرئاسي المصري المحتمل حمدين صباحى، أجهزة الدولة بـ«الحياد» مع مرشحي الرئاسة من خلال إتاحة الفرصة له لبث بيان مماثل عبر التلفزيون الحكومي، كما فعل السيسي أول من أمس.
في هذا الوقت، أصدر منصور قراراً جمهورياً بترقية اللواء أركان حرب محمود حجازي إلى رتبة فريق، كما أصدر قراراً آخر بتعيينه رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة.
وكان حجازي حتى تعيينه مديراً للمخابرات الحربية، وهو المنصب الذي عين منه السيسي وزيراً للدفاع والإنتاج الحربي بقرار من الرئيس محمد مرسي في آب 2012.
وفي السياق، أطلقت قوات الأمن في محيط وزارة الدفاع قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه طلاب من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، تظاهروا في محيط الوزارة، احتجاجاً على العنف الذي شهدته الجامعات، أول من أمس.
وكان المئات من طلاب «الإخوان» قد نظموا مسيرة من أمام كلية التجارة، للتنديد بأحداث العنف في الجامعات، ونقل الطلاب تظاهراتهم الى خارج الجامعة، وقطعوا طريق الخليفة المأمون، وتوجهوا بمسيرة إلى وزارة الدفاع وأطلقوا الألعاب النارية على قوات الأمن المكلفة بتأمين الوزارة، وألقوا الحجارة على المجندين، الذين ردوا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، على ما أفاد شهود عيان.
(الأناضول، أ ف ب، رويترز)