وفي هذا السياق، برز أمس اتصال الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالكاظمي، والذي هنّأه بمنصبه الجديد، معرباً عن دعم واشنطن لإنجاح تجربته؛ كذلك، تلقّى الكاظمي اتصالاً من الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أعرب هو الآخر عن دعم طهران لإنجاح تجربته. سباقٌ بين العاصمتين لكسب ودّ الرجل، وهذا ما يدركه الكاظمي، فهو يسير عمليّاً في حقل من الألغام، وانحيازه لمعسكر دون آخر يعني سقوطه تلقائيّاً، وهذا ما سيكون «مدوّياً» بأضعاف سقوط سلفه عبد المهدي.
قد يصوّت البرلمان على الحقائب الـ7 الشاغرة في الأسابيع القليلة المقبلة
هذا «الاحتضان» والدعم، يسعى الكاظمي إلى استثمارهما أكثر وتجييرهما لمصلحته، مولياً أهميّة قصوى لاستكمال «كابينته». فالحقائب الـ7 الشاغرة قد يصوّت عليها البرلمان في الأسابيع القليلة المقبلة، وسط تقديرات بأن تعاد بعض الأسماء و«تمرّر»، بعد تفاهمات يجريها الكاظمي والأطراف العراقيّين، خاصّة أنّه يسعى إلى «تفكيك» أي جبهة سياسيّة من شأنها أن تكون «معارضة» له، وهذا ما فُهم من زيارته لزعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي، قبل يومين.
كذلك، يسعى الكاظمي إلى استعادة «هيبة الدولة»، بوصف ذلك أبرز مؤشّرات نجاح تجربته. فقد أكّد الرجل، كما يُنقل عنه، ضرورة صون دماء العراقيين، متظاهرين سلميين كانوا أم منتسبين إلى الأجهزة الأمنية - العسكرية. وفي هذا الإطار، أشرف الكاظمي على مداهمة في محافظة البصرة الجنوبيّة، بهدف اعتقال مشتبه فيهم بإطلاق الرصاص الحيّ على المتظاهرين، محيلاً المتّهمين إلى الأجهزة القضائية. خطوات مقرونة بتغطية إعلاميّة مكثّفة يريدها الكاظمي وفريقه «رسالة» لطمأنة الشرائح الاجتماعية المختلفة، علماً بأنّها درس مهم من حقبة عبد المهدي، التي نأت بنفسها عن أيّ حراك إعلامي «يوثّق» إنجازاتها.