سرّب دبلوماسيون في الأمم المتحدة، قبل وصول زميلهم الجزائري الأخضر الإبراهيمي، إلى العاصمة الإيرانية، أنّ الأخير سيحاول إقناع «حليفة دمشق» بممارسة الضغط عليها بهدف استئناف مفاوضات جنيف المتوقفة منذ منتصف شباط الماضي.
رئيس الدبلوماسية الإيرانية قابل «جهود» الإبراهيمي بإيجابية، وحمّله مبادرة للتسوية في سوريا بحثت، أولاً، مع الضيف الأممي.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أيضاً، أنّ بلاده «مستعدة لمساعدة أي محاولة منطقية» لحل النزاع في سوريا، «ولا سيما جهود الأمم المتحدة التي يبذلها الإبراهيمي».
بدوره، دعا المبعوث الأممي والعربي الحكومة الإيرانية إلى «المساعدة في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الإنسانية ووقف الكارثة الإنسانية فيها». وأكد، خلال محادثات مع ظريف في طهران، الدور الإيجابي الذي أدته إيران في التطورات الإقليمية، ولا سيّما في ما يخص الشأن السوري.
وكان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، قد أعرب في وقت سابق عن أنّ بلاده تعدّ مبادرة لتسوية الأزمة السورية، تتكون من 4 بنود ستناقشها مع الإبراهيمي، ومن ثم ستطرحها على الأطراف المعنية بالأزمة السورية من دون أن تعلن تفاصيل هذه المبادرة.
وفي مقابلة مع وكالة «إرنا» الإيرانية، ذكر عبد اللهيان أنّ طهران لن تعلن تفاصيل مبادرتها في الوقت الراهن، بل ستواصل المشاورات الدبلوماسية بشأنها مع مختلف الأطراف. وتابع الدبلوماسي الإيراني أنّ مبادرة طهران تعتمد على الأسس الواقعية لتسوية الأزمة السورية دبلوماسياً، بالإضافة إلى تركيزها على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلال الشعب السوري، وإجراء انتخابات ديموقراطية في البلاد. وشدد على أن الأمم المتحدة قادرة على أداء دور إيجابي وفعال للتسوية في سوريا. ورأى أنّ «زمن المجموعات الإرهابية في سوريا قد ولّى، وأنه لا يوجد حل عسكري للأزمة السورية».
في المقابل، أعرب وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، عن أسفه لفشل الجهود الرامية إلى حل الأزمة السورية، قائلاً: «لقد كان ذلك امتحاناً كبيراً، ومع الأسف المجتمع الدولي فشل في هذا الامتحان». جاء ذلك في حديث لوكالة «الأناضول» حول الأوضاع في سوريا، في ظل دخول الأحداث التي تشهدها البلاد عامها الرابع. وأوضح داوود أوغلو أنّه إذا استمر العجز الدولي عن حل الأزمة السورية، فإن التاريخ سيسجل ذلك من بين أكثر الصفحات سواداً في القرن الحادي والعشرين. وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية التركية للشعب السوري، قال إنّ التاريخ سيسجلّ ذلك على أنّه صفحة ذهبية، قامت خلالها تركيا بما تقتضيه المسؤولية الأخلاقية والسياسية، معرباً عن أمله في إمكانية إعادة إطلاق مسيرة المفاوضات التي لم تثمر شيئاً في «جنيف 2»، على أرضية سليمة أكثر. وأضاف: «نأمل أن يصل الشعب السوري إلى الظروف السياسية التي تتيح له ترجمة إرادته، في ضوء نضاله المشرف، الذي يقوم به بكل صبر».
إلى ذلك، أعلن «وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة»، التابعة لـ«الائتلاف» المعارض، أسعد مصطفى، انتهاء عملية إعادة هيكلة الوزارة، و«رئاسة أركان الجيش السوري الحر»، التي بدأت قبل عدة أسابيع. وأضاف مصطفى خلال مؤتمر صحافي عقده في غازي عنتاب جنوب تركيا، بحضور الرئيس الجديد لـ«الأركان» عبد الإله البشير النعيمي، أنه «جرى تأسيس مجالس عسكرية في العديد من المدن السورية، التي باتت فيها وحدات منظمة، تواجه قوات النظام السوري»، مشيراً إلى أنّ «رئاسة الأركان أسندت إلى العميد البشير، وعيّن العميد هيثم عفيسي نائباً له». وأوضح مصطفى «أنّ الوزارة ستعمل على إيصال السلاح إلى مناطق العمليات، وتقديم الدعم اللوجستي والمالي للفصائل المقاتلة»، لافتاً إلى أنّ «الوحدات المشكلة اختيرت من العاملين على الأرض، وجميع هذه التشكيلات تنضوي تحت مظلة وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة».

روبنشتاين بديلاً لروبرت فورد

أعلنت الخارجية الأميركية، أمس، أنّ الدبلوماسي دانييل روبنشتاين، صاحب الخبرة الواسعة في الشرق الأوسط، سيحل محل السفير روبرت فورد كمسؤول عن الملف السوري لدى الإدارة الأميركية.
وكان فورد الذي أعلن تقاعده قد تولى منصب سفير واشنطن لدى سوريا في عام 2011. ويتحدث روبنشتاين اللغة العربية وسيتوجه إلى الشرق الأوسط في وقت لاحق هذا الشهر لإجراء مشاورات بشأن الصراع السوري. الرجل عمل في الآونة الأخيرة في مكتب الاستخبارات والبحوث التابع لوزارة الخارجية، وكان قد عمل في دول عدة منها إسرائيل والأردن ومصر والعراق وتونس. وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في بيان، إنّ «من الإنصاف القول إنّه (روبنشتاين) من بين أبرز خبراء حكومتنا في شؤون الشرق الأوسط، وأدى خدمة مميزة في بعض من بعثاتنا الأهم والأكثر تحدياً في المنطقة، بما في ذلك دمشق». وأضاف: «المبعوث الخاص روبنشتاين ومشورته ستكون حيوية في الوقت الذي نضاعف فيه جهودنا لدعم المعارضة المعتدلة ومساندة شركائنا والتصدي لصعود التيار المتطرف الذي يهددنا جميعاً ومعالجة الأزمة الإنسانية المدمرة وتأثيرها في الدول المجاورة».
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)