في أوّل بيان يصدر عن تنظيم «عصبة الثائرين»، تبنى التنظيم الهجمات الصاروخية التي استهدفت «معسكر التاجي» (45 كلم شمال بغداد). هجومان منفصلان أسفرا عن مقتل ثلاثة جنود (أميركيّان وبريطاني) وجرح عددٍ آخر من العاملين في بعثة «التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش»، بقيادة واشنطن، المنتشرة على طول العراق. بيان «العصبة» أكّد أن العمليّات هي الأولى في سياق الرد على اغتيال واشنطن نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي»، أبا مهدي المهندس، وقائد «قوّة القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني، قاسم سليماني، ورفاقهما، في محيط مطار بغداد مطلع العام الجاري، مؤكداً أنها ستأخذ «مساراً تصاعديّاً ينتهي بجلاء قوات الاحتلال». أما في الشكل، وتحديداً الشق المتعلّق بشعار الفصيل، فكان لافتاً التماهي الكبير بين مكوّناته البصريّة، وبين العناصر المكوّنة لشعارات فصائل المقاومة الأخرى. وتشير مصادر أمنية إلى «شُحّ معلوماتيّ» عن هذا التنظيم الوليد، لكنها لا تستبعد أن يكون «من رحم الفصائل». وسبق أن ذكرت «الأخبار» (العدد 4004) أن «المعنيين» في المرحلة الماضية أعادوا «هيكلية» العمل المقاوم، إذ أسّسوا «مجاميع» جديدة تعمل بسرّية لتكثيف ضرباتها المؤلمة ضد الاحتلال، على أنها مرتبطة عضوياً بـ«قوّة القدس».في السياق، شهدت الساعات الماضية ردّاً لـ«الثائرين» على استهداف الطائرات الأميركيّة مقارّ الجيش والشرطة الاتحادية و«الحشد الشعبي» (ومطار كربلاء الدولي، قيد الإنشاء)، في عدد من المحافظات الجنوبيّة. 33 صاروخاً سقطت على «التاجي» وأسفرت عن جرح جنود من الجيش العراقي وقوات «التحالف»، في حادثة أخرى استفزّت الحكومة الاتحادية التي أكّدت اتخاذها «كل الإجراءات لملاحقة من قام بهذا العمل». تطوّارت المشهد الميداني المتسارعة تؤكّد أن «تصعيداً خطيراً يلوح في الأفق»، بتعبير مصادر أمنيّة رفيعة، تبدي تخوّفها في الوقت عينه من «ردّ» أميركيّ على الضربة الأخيرة، وسط «ضياع» الحكومة العاجزة عن فرض سيطرتها من جهة، وفرض جدول زمنيّ يُلزم الأميركيين بسحب قواتهم من جهة أخرى.