كشف مصدر رسمي مصري لـ«الأخبار» أن عدد الإصابات الحقيقي بفيروس «كورونا» في مصر، للحالات التي أحصتها السلطات المصرية، يتجاوز الـ 1700 إصابة. العدد المفصح عنه حتى الآن هو 59 إصابة فقط، ولم يعلن كذلك عن حالات وفاة، سوى واحدة سجّلت الأحد الماضي، لشخص يحمل الجنسية الألمانية. وأعلنت وزارة الصحة أمس تعافي 26 من المصابين، في وقت بدأت فيه السلطات باتخاذ تدابير احترازية.وتؤكد هذه المعلومات الشكوك بشأن تكتّم السلطات المصرية عن عدد الإصابات، أول انتشار الفيروس في المنطقة. الشكوك تصاعدت مطلع الشهر الجاري، في أعقاب إعلان كندا وفرنسا، بداية، إصابات لأشخاص قادمين من مصر، في حين لم تكن الحكومة المصرية قد كشفت سوى عن إصابة واحدة لزائر أجنبي. ومن ثم توالت الإعلانات عن إصابات في دول لقادمين من مصر. كما سارعت دول خليجية، كالكويت وعُمان والسعودية، إلى شمول مصر بقرارات وقف الرحلات. وأمس، شهد لبنان أول حالة وفاة بالفيروس لمصاب لبناني قدم من مصر.
وأفاد المصدر بأن الحكومة المصرية، التي لا تزال تمارس سياسة التكتّم حتى الآن واكتفت بإعلان عدد إصابات محدود من دون اعتماد تدابير احترازية مشددة، تستعدّ لاتخاذ إجراءات قاسية في مواجهة توسّع انتشار «كورونا»، ستشمل إيقاف السياحة وإغلاق منطقة شرم الشيخ. إزاء هذه التطورات، فإن المتوقّع أن تلقي الأزمة بظلالها على شركات السياحة، سواء في مصر أو الخارج، والتي تعاني أساساً جراء انتشار الفيروس من خسائر فادحة. وقد وجدت نفسها اليوم، بفعل تكتّم السلطات المصرية في الأسابيع الماضية، أمام واقع جديد مع تصاعد المخاوف بشأن السياحة في مصر. وإلى حينه، لا تزال الشركات السياحية في لبنان قاصرة إجراءاتها على دعم الخطوات الوقائية لزبائنها أثناء السفر، إضافة إلى تقديم تسهيلات لإلغاء الحجوزات، في غياب أي توصيات حكومية بهذا الشأن. وبحسب ما أوضحت لـ«الأخبار» إدارةُ إحدى هذه الشركات، فإن الرهان كان على انتهاء أزمة «كورونا» مع بدء موسم شرم الشيخ السياحي في نيسان المقبل. وحتى الآن، لم يقدم الزبائن على إلغاء حجوزاتهم لشهر نيسان، كما لم تتواصل الحكومة اللبنانية مع الشركات أو تبلغها بأي إجراءات.
وأمس، انضم الأردن إلى الدول التي أوقفت الرحلات إلى مصر. كما بدأت السلطات المصرية باتخاذ تدابير احترازية جديدة، فبدأت بحملة تعقيم محطات المترو والقطار في القاهرة، وعلّقت زيارة السجون لمدة 10 أيام وأرجأت الفعاليات الرياضية بعد توجيه الحكومة بتعليق الفعاليات التي تشهد كثافة جماهيرية. وتشددت موانئ البحر الأحمر في إجراءاتها مع ركاب السفن القادمة، كما قامت بعض السلطات المحلية بحملة إخلاء لمقاهي النرجيلة، إلا أن الحكومة لا تزال ترفض تأجيل الدراسة.
الجدير ذكره أن القلق من السياحة في مصر ازداد بعد ظهور الإصابات على متن مركب سياحي كان يرسو على النيل في الأقصر، إلا أن السلطات رفضت اتخاذ إجراءات واسعة واكتفت بفحص عينات عشوائية للعاملين والسياح في الفنادق الثابتة والعائمة في أسوان والأقصر أظهرت جميعها نتائج سلبية.