سَرّع أحمد، القادم من الحياة المدنية، وتيرة تنفيذ السدّ بإسناد العمل إلى جهات جديدة. كما أنهى مشكلة نقص التمويل، وأبرم اتفاقات لبيع الكهرباء لدول الجوار تنتظر اليوم تشغيل «النهضة»، إلى جانب تعزيزه علاقات بلاده مع الولايات المتحدة (التي زارها أواخر تموز/ يوليو 2018 ساعياً في تظهير دوره كـ«وكيل أميركي» في القرن الأفريقي) ودول الخليج خدمة لمشروعه. هذا التقارب، مع السعودية والإمارات تحديداً، وفّر له الأدوات اللازمة لتحقيق ما يتطلّع إليه، بدءاً من الاستثمارات المتعدّدة، وصولاً إلى الدعم المُعزّز لاتفاقية السلام الإثيوبي ــــ الإريتري.
وفّر له التقارب مع السعودية والإمارات الدعم اللازم والاستثمارات
يعتقد رئيس الوزراء الإثيوبي أن مفاتيح التأثير الأقوى في منطقة القرن ستكون بيده إذا ما تمكّن من الحصول على الدعم الأميركي والإسرائيلي، وهو ما سعى إليه بجدّ فعلاً. وعلى الرغم من أن الأضواء ليست مُسلّطة بدرجة كافية على العلاقات بين تل أبيب وأديس أبابا، إلا أن ثمة في الواقع آليات تعاون تستهدف حفظ مصالح الجانبين، وضمان «استغلال الفرص» في ما بينهما. والجدير ذكره، أيضاً، أن إثيوبيا تتمتّع بعلاقات جيدة مع أطراف إقليميين ودوليين متناقضين في ما بينهم، كما هي الحال في روابطها بالدوحة والرياض، وبواشنطن وموسكو.
الآن، يدرك أحمد قوة موقف بلاده في مسألة السدّ، وأهمية استغلال ذلك في تعزيز رصيده داخلياً، وهو ما جعله يتحدّث عن قدرة أديس أبابا على التعامل مع أيّ تحرك عسكري يستهدفها، في تصريحات رأتها مصر عدائية. وجاءت تلك التهديدات بعدما حرص الحائز «جائزة نوبل للسلام»، منذ العام الماضي، على عدم الدخول في مفاوضات حاسمة من شأنها عرقلة إتمام مشروع السدّ، الأمر الذي جعله يعتذر عن عدم لقاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في القمة الأفريقية الأخيرة التي انعقدت في بلاده، مُولّداً بذلك حالة غضب لدى السيسي جعلته يكتفي بالمشاركة في القمة ليوم واحد فقط، سَلّم فيه رئاسة اتحاد بلاد القارة لنظيره الجنوب ــــ أفريقي.