هدّد العناصر المتمردون بفضح دور «الدعم السريع» في المجازر
من جهته، لفت البرهان، بعد انتهاء الاشتباكات، إلى أن تجمهر المواطنين أدى إلى تأخر اقتحام مقارّ الأمن في ضاحية الرياض، مستدركاً: «رسمنا جدولاً للاقتحام ونفذنا الخطة بأقلّ الخسائر». كما أعلن، في مقابلة على التلفزيون الرسمي، أن «مقارّ هيئة العمليات ستوضع تحت إمرة القوات المسلحة التي ستعمل على إخراج القوات من المناطق السكنية... مستقبلاً، الأمن ستكون مهمته جمع المعلومات ولا علاقة له بالسلاح». كما كشف عن سيطرتهم على 45 مدرعة عسكرية في وقت لا تمتلك فيه القوات المسلحة ذلك العدد، كما قال. وأكد أخيراً أن القوات المسلحة «في خندق واحد مع الشعب، والانقلاب العسكري مرفوض... القوات المسلحة ليس لديها أطماع في السلطة»، مشيراً إلى أن التحقيقات ستطاول جميع المتورطين، إضافة إلى «تسريح ثمانية آلاف من عناصر هيئة العمليات من جملة 12 ألفاً».
أما الأكثر إثارة للانتباه، فهو سرعة اتهام قائد «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، رئيس جهاز «الأمن والمخابرات» الأسبق صلاح قوش، بالتخطيط للتمرّد، علماً بأن تكوين «هيئة العمليات» يُنسب إلى قوش. ووفق مصادر أمنية، فإن السبب في هجوم دقلو هو تهديد عناصر من الهيئة «الدعم السريع» بالكشف عن فيديوات توضح الجهة التي فضّت الاعتصامات وشاركت في قتل المتظاهرين. ولذلك، ألقى قائدها، «حميدتي»، باللائمة على مدير جهاز المخابرات الحالي، أبو بكر دمبلاب، بسبب «تراخيه في جمع سلاح تلك القوات وإغلاق مقارّها منذ إعلان حلّها قبل ستة أشهر». وجرّاء هذا، تقدّم دمبلاب باستقالة شفهية إلى البرهان، الذي طلب منه تقديمها كتابة.
وفق التقديرات، فإن أقوى المرشحين لخلافة دمبلاب هو اللواء عثمان سيد أحمد، الشهير بـ«عثمان إنجليز». ويقول أحد الذين عملوا تحت قيادته في جنوب النيل الأزرق، العقيد الركن صلاح الكودة، لـ«الأخبار»، إن اللواء عثمان «رجل مقاتل يعشق العسكرية، ويتمتع بكاريزما قوية ولا علاقة له بالإسلاميين... في حال آلت رئاسة المخابرات إليه، سيعمل على تصفية جميع الإسلاميين». وكان الكودة قد اتهم الإسلاميين من النظام السابق بإحداث «البلبلة الأخيرة حتى تكون البلاد مهيأة لانقلاب يطيح حكومة الحرية والتغيير... الإسلاميون يدركون عدم رغبة الشارع فيهم، لكنهم يسعون بكلّ قوة إلى إطاحة حكومة حمدوك، وذلك بخلق خلل أمني يسمح بتدخل ضباط وطنيين بداعي إعادة الأمن المفقود».