غزة | بعد يوم على كشف المقاومة الفلسطينية إفسادها مخطّطاً إسرائيلياً هدف إلى ضرب قدراتها الصاروخية، عاد العدو إلى قصف قطاع غزة بذريعة إطلاق صواريخ على المستوطنات، لكن بوتيرة أشدّ من الرد الميداني المعتاد. يأتي ذلك إثر عرض «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أول من أمس، عبر قناة «الميادين»، فيلماً يوثق كيف تلاعبت الكتائب بضباط من جهاز «الشاباك» حاولوا عبر أحد العملاء تحديد أماكن الصواريخ وتفجيرها قبل إطلاقها. إذ أوهم أمن المقاومة العدو بأماكن معينة للصواريخ ما بين 2016 و2018، وهو ما كانت تراه إسرائيل إنجازاً أمنياً وعسكرياً كبيراً حصل على ثناء رئيس الأركان ورئيس الوزراء، وفق تسجيل صوتي لأحد ضباط «الشاباك».وفي اليوم التالي لبثّ الفيلم، استغلّ العدو سقوط صاروخين على مستوطنة «سيديروت» شمال القطاع ليقصف فجراً منشأة تابعة لسلاح التصنيع في «القسام» يُطلَق عليها «السفينة»، غرب غزة، بأربعة صواريخ ثقيلة يبلغ وزن كلّ واحد منها، وفق مصادر في المقاومة، أكثر من 250 كلغ. وأعقب ذلك بيوم قصفُ مواقع للمقاومة في عدد من المناطق بذريعة إطلاق قذيفة هاون على مستوطنات الغلاف. في المقابل، واصلت فصائل المقاومة ضبط النفس أمام الاعتداءات التي برّرها الاحتلال بأنها ردّ على إطلاق صواريخ، في وقت اشتغلت فيه الاتصالات مع الوسطاء المصريين والأمميين لضمان الهدوء.
يسعى هنية الموجود في الدوحة إلى تمديد المنحة القطرية لعام


إسرائيلياً، دعا رئيس حزب «أزرق أبيض»، بيني غانتس، إلى رفض التعامل مع استمرار إطلاق الصواريخ من غزة كأنه «روتين»، مطالباً بـ«تغيير المعادلة في غزة، والتوصل إلى قرار واضح يهدف إلى (توفير) الهدوء والأمن لسكان الجنوب وإعادة الأولاد إلى منازلهم». وردت «حماس» على ذلك بالقول إن «اعتماد الاحتلال سياسة الاستهداف الموجّه والمتواصل مع المقاومة وكتائب القسام، واستمرار ضرب وتدمير مقدراتها وتهديد حياة الناس، لن يجلب له تحصيناً... أثبتت التجربة أن مثل هذه السياسات الحمقاء محظورٌ استخدامها مع كتائب القسام، وفي سلسلة معاركه مع القسام لَعِبرة».
بالتوازي مع ذلك، عادت «مسيرات العودة» أمس، بعد توقفها عدّة مرات الشهر الماضي. وأفادت وزارة الصحة بأنها تعاملت مع ثلاثين إصابة مختلفة خلال الجمعة الـ 85. وبينما أكدت «حماس» أن المسيرات ستتواصل، أعلنت «الهيئة العليا لمسيرات العودة» استمرارها بطابعها الشعبي، مشيرة إلى أنها ستعلن قريباً تفاصيل برنامج الفعاليات لعام 2020. من ناحية أخرى، كشفت مصادر فلسطينية عن تمديد المنحة القطرية حتى آذار/ مارس المقبل مبدئياً، في وقت يسعى فيه رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، الموجود في قطر (قادماً من ماليزيا)، إلى تمديد المنحة حتى نهاية العام المقبل، إضافة إلى زيادة دعم الكهرباء. ويُتوقع صرف دفعة جديدة من المنحة لـ 50 ألف أسرة خلال الأسبوع الجاري.