بعد أربعة ايام على اعلان اسرائيل استهداف احد المواقع العسكرية الاسرائيلية في جبل الشيخ بصاروخين، أعلن الجيش الاسرائيلي، أمس، ان وحداته المرابطة على الحدود، في الجولان السوري المحتل، استهدفت «خلية تعمل بإيحاء من حزب الله» حاولت زرع عبوة ناسفة قرب السياج الشائك.
وأوضح الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن مجموعة عسكرية رصدت صباحاً «خلية تخريبية موجّهة من حزب الله»، كانت تقترب في صورة مشبوهة من السياج الحدودي من جهة الاراضي السورية لزرع عبوة ناسفة. وسارع الجنود الى استدعاء قوات خاصة استهدفت «المجموعة التخريبية» بقذائف المدرعات والرشاشات الخفيفة.
وسارع قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، يائير غولان، الى اصدار امر باعتبار الحدود في الجولان منطقة عسكرية مغلقة. وصدرت تعليمات الى المدنيين من سكان المستوطنات القريبة بمنع اقترابهم من الحدود، وتحديداً المزارعين الذين منعوا من الاقتراب من حقولهم.
وتناقلت وكالات الانباء عن مصادر عسكرية اسرائيلية ان «المجموعة التخريبية» مؤلّفة من عنصرين تابعين لحزب الله، وانهما اصيبا جراء اطلاق النار عليهما لحظة اقترابهما لزرع عبوة ناسفة، فيما قالت مصادر عسكرية اخرى لاذاعة الجيش ان المجموعة مؤلفة من ثلاثة عناصر زرعوا عبوة بالقرب من السياج الشائك، وان دبابة اطلقت قذيفة في اتجاههم في وقت الذي حاولوا فيه تفجير العبوة.
وأشارت الاذاعة الى ان المؤسسة الامنية تدرس العلاقة بين حادثة العبوة واطلاق الصاروخين قبل أيام على جبل الشيخ. وبحسب مصادر امنية، «لا يُستبعد ان يحاول حزب الله تنفيذ عمليات رداً على ما نسب الى اسرائيل اخيراً من انها شنت غارة ضد احد مراكزه في لبنان». وبحسب المصادر نفسها: «إذا لم يكن حزب الله قد أقدّم بنفسه على تنفيذ هجمات، فقد يوجه جهات معادية اخرى للقيام بذلك». وأشار موقع «واللا» الالكتروني العبري إلى ان الجيش يرى ان زرع العبوة الناسفة يأتي تنفيذاً لتهديدات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، بالانتقام من اسرائيل رداً على هجومها الاخير في لبنان، وذلك الى جانب اطلاق صاروخين قبل ايام على جبل الشيخ، و«الذي يتبلور تقدير لدى المؤسسة الامنية، بأنه أيضاً يأتي في اطار ردّ من حزب الله».
بدورها، نقلت صحيفة «يديعوت احرونوت» عن مصادر أمنية قولها ان عملية الجولان، وقبلها اطلاق الصاروخين، هما بحسب التقديرات جزء من رد حزب الله. و«اذا كان الحزب غير معني بحرب مع اسرائيل حالياً، الا انه يرى انها تجاوزت الخط الاحمر من خلال اقدامها على شن غارة في لبنان». وأشارت الى ان الحزب اعتاد على الردّ ضمن معادلة «العين بالعين والسنّ بالسنّ»، الا انه، حالياً، يبحث عن رد مختلف، طالما انه يرى ان اسرائيل تدير معركة شاملة ضده، ومن هنا تأتي «خطوة شن عملية ضد الجيش الاسرائيلي على الحدود السورية وليس اللبنانية، وهي مسألة غير مألوفة».
من جهتها، حذّرت صحيفة «هآرتس» مما سمته «المعنى الحقيقي لعملية الجولان»، مشيرة الى ان هذه الحادثة تدل على منحى خطير جداً، يحتمل ان يتطور في المستقبل في اتجاه عمل مشترك بين الرئيس السوري بشار الاسد وحزب الله، ويؤدي الى فتح جبهة جديدة ضد اسرائيل انطلاقا من الاراضي السورية. وبحسب الصحيفة، فان السياسة التي اتبعتها اسرائيل تجاه الحرب في سوريا، وهي الابتعاد قدر الامكان عن التورط في القتال هناك، قد لاقت نجاحاً فعلياً حتى الآن. الا ان هذه النتيجة قد لا تستمر في ظل الفوضى السائدة في الطرف الثاني من الحدود، وفي ظل ترددات الحوادث الى تشهدها الحدود هناك. ومساء، أعلنت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي حالة التأهب ورفع مستوى الاستنفار في مواقع الجيش ووحداته المنتشرة في الجولان وعلى طول الحدود مع سوريا، الى مستويات عالية جداً، الامر الذي يشير الى ان الجيش الاسرائيلي لا يرى ان «عبوة الجولان» ستنهي التوتر والتصعيد الامني على الحدود.