يصطدم طرح «أرامكو» السعودية في البورصة المحلية بعراقيل كثيرة، حتى بات يمكن القول إن الخطوة تمثّل عبئاً على المملكة، وسط غياب المستثمرين الأجانب، وبَحْث الرياض المتواصل عن مستثمرٍ رئيس كبير لطرحها العام الأوّلي. لهذه الغاية، لجأت إلى أبو ظبي، حيث التقى مسؤولو مجموعة «أرامكو» التنفيذيون مع مسؤولي «جهاز أبو ظبي للاستثمار» لبحث فرص الاستثمار في بيع أسهم عملاق النفط، في اكتتاب تراوح قيمته بين 24 و25.6 مليار دولار، ويهدف إلى تمويل البرنامج «الإصلاحي» لولي العهد محمد بن سلمان.وبعدما ألغت جولات ترويجية لطرحها خارج الخليج، نظراً إلى عدم اهتمام مؤسّسات الاستثمار الأجنبية، تبذل «أرامكو» جهوداً كبيرة لجذب مستثمرٍ رئيس كبير لطرحها العام الأوّلي الذي قد يصبح الأكبر في العالم، وهي خاطبت لهذه الغاية «الهيئة العامة للاستثمار» في الكويت، و«جي آي سي» السنغافورية، ضمن جولتها المتواصلة. وفي هذا الإطار، أشارت مذكرة لمؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» المالية في لندن إلى وجود مؤشرات تفيد بأن الإقبال على شراء أسهم عملاق النفط «لن يكون على الأرجح بالضخامة التي كانت تتوقّعها المملكة»، إذ «يبدو أن خطط اتباع هذا البيع بإدراج دولي لاحق قد فقدت زخمها».
تبذل «أرامكو» جهوداً كبيرة لجذب مستثمر رئيس كبير لطرحها العام الأولي


وأفادت ثلاثة مصادر مطّلعة، وكالة «رويترز»، بأن الاجتماع بين مسؤولي «أرامكو» و«جهاز أبو ظبي للاستثمار»، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، يوم أمس، كان منفصلاً عن جولة ترويجية للمستثمرين في أبو ظبي، المحطة الثانية بعد دبي، في مسعى المجموعة ومستشاريها التسويقيّ في الخليج. ولم يُبدِ بعض المستثمرين، الذين حضروا جولة «أرامكو» الترويجية في أبو ظبي يوم أمس، موقفاً حاسماً إزاء الاستثمار في أسهم الشركة، إذ قال مدير أحد الصناديق، بعد الجولة الترويجية، إن وزن الشركة مستقبلاً على المؤشرات القياسية في المنطقة يعدُّ سبباً مقنعاً بالنسبة إلى مديري الصناديق في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاستثمار في السهم، لكن مدير صندوق آخر رأى أن عائد توزيعات أرباح الشركة البالغ 4.4 في المئة عند سقف التقييم يُعدّ أقلّ جاذبية مقارنةً بشركات نفط أخرى، مثل «شل» التي يبلغ عائد توزيعات أرباحها نسبة 6.48 في المئة، وفق بيانات «رفينيتيف». وقال مستشار مجموعة من كبار المستثمرين في أبو ظبي: «ما زال نهجنا هو الترقّب في أكبر طرح عام أوّلي في التاريخ، من حيث كيف سيكون الأداء ومن سيصنع السوق»، مضيفاً أن «(أننا) لم نكوِّن بعد رأياً محدّداً في ما يتعلق بالتقييم الكبير والهجمات الأخيرة وسعر النفط والتوتّر في المنطقة». وتخطّط «أرامكو»، في هذه الصفقة التي تُعدّ حجر الزاوية في خطة ابن سلمان لتنويع موارد اقتصاد المملكة، لبيع 1.5 في المئة من الشركة، التي حُدِّدت قيمتها بـ1.6 إلى 1.7 تريليون دولار، قبيل بدء تداول أسهمها في السوق المحلية. وهو تقييم يقلّ، على ضخامته، بـ15% عن عتبة التريليونَي دولار التي كان يتطلّع إليها ولي العهد السعودي.
وبلغ اكتتاب المستثمرين الأفراد في الطرح العام الأولي 21.77 مليار ريال سعودي (5.8 مليارات دولار) يوم أمس، وفقاً لمدير الاكتتاب «سامبا كابيتال»، التي أوضحت أن شريحة المستثمرين الأفراد غطّت 680 مليوناً و254 ألفاً و540 سهماً حتى الآن.