لم يغادر الشابندر مقرّ إقامته في أحد فنادق دبي منذ أربعة أيام
قبل ذلك، وعندما كان الشابندر يمثل صلة الوصل بين رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي (إبّان ولاية الأخير الثانية) وبين الخليجيين، اقترحت عليه الإمارات، بواسطة دحلان، معاونة محور الرياض ــــ أبو ظبي على مواجهة محور أنقرة ــــ الدوحة، و«الحدّ من نفوذ الإخوان المسلمين في العراق، عبر مساعدة المحور الأول على إنتاج وجوه سياسية متعاونة معه، ذلك أن تجربة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كانت مشجعة (آنذاك)». صفقة لم يُقيَّض لها أن تبصر النور، لكن هذا لم يؤدِّ إلى انقطاع العلاقات بين الشابندر والمحور السعودي ــــ الإماراتي، إلى أن خرج الرجل أخيراً ليتهم أبو ظبي بتقديم «كلّ ما هو لازم لجعل العراق جزءاً أساسياً من صفقة القرن»، ويلمّح لاحقاً إلى أن الإمارات تقف وراء أعمال العنف التي تشهدها ساحات التظاهر المختلفة منذ الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وكانت «الأخبار» قد كشفت، مطلع الصيف الماضي، عن حراك أميركي مريب في المحافظات الغربية، وتحديداً في محافظة الأنبار، لجعل العراق على قائمة خيارات واشنطن ضمن الخريطة التنفيذية لـ«صفقة القرن». كذلك، عادت ونشرت معلومات عن حراك أميركي ــــ خليجي، بتعاون محلّي، لـ«إحياء مشروع الصحوات، بدعوى مخاطر انبعاث تنظيم داعش». وفي الاتجاه نفسه، تحدث السياسي العراقي أخيراً إلى عدد من الوسائل الإعلامية عن دور الإمارات في تسليح 4 عشائر في الأنبار لتأسيس قوّة تمهد لانفصال المحافظة وتحقيق «الكونفدرالية» فيها، ومن ثم إدخالها في «صفقة القرن» على قاعدة توطين اللاجئين الفلسطينيين فيها. هكذا، رفع الرجل السقف فجأة بمواجهة أصدقائه السابقين، في تطور ترجح مصادر أمنية أن يكون خلفه إيعاز قطري في إطار «تصفية الحسابات» بين الدوحة من جهة وأبو ظبي والرياض من جهة أخرى. وعليه، يمكن القول إن الشابندر، المعروف في العراق «بأنه يلعب على الحبال»، قد يكون وقع ضحية تقلّباته وتناقض علاقاته.
مع ذلك، تتوقع مصادر أمنية عراقية، في حديث إلى «الأخبار»، عودة الشابندر إلى بغداد خلال الأيام القليلة المقبلة، وخصوصاً أن بغداد تمارس ضغوطاً لإخراج «السياسي الكبير» من «معتقله».