حقق الجيش السوري تقدماً في اتجاه مدينة يبرود في القلمون (ريف دمشق الشمالي)، عبر إحكام سيطرته على بلدة السحل شمالي يبرود ومنطقة العقبة. كذلك أحرز تقدّماً في مزارع ريما المجاورة. وتعتبر السيطرة على السحل (ستة كيلومترات من يبرود) بمثابة تمهيد لاستكمال الطوق حول المعقل الرئيسي للمسلحين في يبرود. وبذلك تعتبر الأخيرة أنها أصبحت تحت مرمى نيران الجيش السوري، والاشتباكات أصبحت على أبوابها.
ويتيح هذا التقدم للجيش العمل على إقفال طريقين إضافيين غربي يبرود وجنوبيها، تمهيداً لعزلها تماماً عن محيطها، وتحديداً عن أعالي القلمون المحاذية للحدود اللبنانية، كرأس المعرة وعسال الورد وفليطا ورنكوس، حيث من المنتظر أن تتركز المعارك في الفترة المقبلة. وأفادت وكالة «سانا» بأنه دُمِّرت تجمعات للمسلحين، وقُتل العديد منهم، في بلدة رأس العين في محيط يبرود.
وقام الجيش السوري بعمليات تمشيط في المنطقة التي سيطر عليها، حيث فكّك عبوات ناسفة زرعها المسلحون. كذلك أغارت المقاتلات الحربية على مناطق الرهوة وجوار الشيح ووادي الخيل والمصلحة، الواقعة بين جرود عرسال اللبنانية وفليطا السورية. وكان الجيش قد سيطر بنحو كامل، سابقاً، على تلة «الكويتي» الاستراتيجية؛ إذ تحقق السيطرة على هذه المرتفعات، بالإضافة إلى مزارع ريما، تفوقاً من حيث التحكّم بالمعابر وطرق الإمداد.
في السياق، أشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إلى أنّ «السحل هي أحد المداخل الأساسية إلى يبرود»، مضيفاً أنّ «القوات النظامية لا تريد دخول يبرود. هدفها هو السيطرة على البلدات والتلال المحيطة بها لمحاصرتها بنحو كامل». من جهة أخرى، أفادت «تنسيقيات» المعارضة عن مقتل ستة أشخاص في قصف جوي على بلدة زاكية جنوبي غربي دمشق. من جهة أخرى، أكد مصدر عسكري لوكالة «سانا» أنّ وحدة من الجيش «قضت في كمين محكم في الغوطة الشرقية على مجموعة إرهابية، ومن بين القتلى جراح الأسير ورامز الشايب وأبو بكر خالد وأبو فراس النبكي».
وفي وسط دمشق، سقطت ظهر أمس قذائف هاون على مناطق في محيط باب توما، وقذيفة هاون في منطقة العباسيين.
على صعيد آخر، أفاد «المرصد السوري» المعارض، أمس، عن مقتل قيادي في «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف باسم «خطاب الإماراتي»، وهو إماراتي الجنسية، في اشتباكات مع «وحدات حماية الشعب» الكردية في ريف الحسكة في شمال شرق سوريا. وفي السياق، أفادت مواقع إعلامية معارضة بأنّ «الثوار سيطروا على أحد معاقل تنظيم داعش بين دير الزور والحسكة في منطقة مركدة». وأضافت أنّ عدداً كبيراً من العشائر هناك، قرّرت طرد التنظيم، بعد أن «قام بعدة عمليات انتحارية هناك، كان آخرها منذ نحو أسبوعين عندما أقدم أحد عناصره على تفجير «الشحيل»، ما أدى إلى مقتل نحو 8 عناصر من «لواء مؤتة» المؤيد لجبهة النصرة».
وفي الرقة، أشارت مواقع معارضة إلى أنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين المجموعات الإسلامية المعارضة وعناصر تنظيم «الدولة» في مدينة الطبقة القريبة من الرقة.
إلى ذلك، أعلنت الأمم المتحدة، أمس، أنّ المعارك في مخيم اليرموك عطّلت توزيع المساعدات على آلاف اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين.
ونقلت وكالة «رويترز» عن المتحدث باسم «الأونروا» كريس جونيس، قوله إنّ «الوكالة التابعة للأمم المتحدة لم تتمكن من توزيع حصص الطعام في اليرموك، ودعت كل أطراف الصراع إلى السماح فوراً باستئناف عمليات توزيع المساعدات».
(الأخبار، أ ف ب، سانا)