على رغم ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 26 شهيداً نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة (حتى منتصف الليل)، الأمر الذي يُعتبر محاولة إسرائيلية لزيادة ثمن التصعيد، تواصل حركة «الجهاد الإسلامي» تمسّكها بشروطها للتهدئة، رغم تكثيف الواسطات لاحتواء الموقف، خاصة تلك التي يقودها الوسيط المصري. ومنذ صبيحة أمس جدّدت المقاومة استهداف المدن والمستوطنات المحتلة بما فيها تل أبيب والقدس المحتلة لليوم الثاني، في وقت قالت فيه المصادر العبرية إن أكثر من 420 صاروخاً أُطلقت من غزة خلال اليومين الماضيين. وأكدت أربعة أجنحة عسكرية، على الأقل، أنها قصفت مدن عسقلان و«سديروت» وأسدود ومستوطنات «الغلاف» بعشرات الرشقات الصاروخية، مطلقة على جولة القتال الحالية اسم «صيحة الفجر». وقال التلفزيون الإسرائيلي إن الرشقة الصاروخية الأخيرة أمس هي «الأكبر منذ بداية التصعيد» بعدما وصلت إلى 78 صاروخاً في دفعة واحدة تقريباً.وقبيل قصف تل أبيب والقدس، أطلّ الأمين العام لـ«الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، في مقابلة على قناة «الميادين»، قال فيها إن حركته ستستمر في القتال حتى موافقة إسرائيل على شروطها المتمثّلة في «وقف الاغتيالات في قطاع غزة والضفة المحتلة، ووقف إطلاق النار على مسيرات العودة، والتزام إسرائيل تفاهمات القاهرة حول كسر الحصار». وأضاف النخالة: «القاهرة تدير المفاوضات مع الاحتلال، ودورها إيجابي... يبذلون جهوداً كبيرة لوقف العدوان ونحن نتجاوب معهم، لكننا بانتظار ردها (إسرائيل) على الشروط التي على إثرها ستوقف الحركة إطلاق النار»، مشيراً إلى أن زيارته إلى القاهرة كانت مقرّرة اليوم، لكنها تأجّلت لأنها مرتبطة بصيغة الاتفاق. وكان لافتاً كشف النخالة رفض «الجهاد» طلب إسرائيل العودة إلى اتفاق 2014، مؤكداً أن استهداف المدن سيبقى متواصلاً خاصة أن لدى حركته «بنك أهداف كبيراً كما لإسرائيل بنك أهداف».
ورداً على الاتهامات الإسرائيلية للشهيد بهاء أبو العطا بأنه كان يطلق الصواريخ من دون علم قيادة «الجهاد»، قال الأمين العام للحركة: «لا توجد في سرايا القدس رصاصة واحدة تُطلق من دون أوامر القيادة مباشرة، ونتحمل مسؤولية أي رصاصة». وأضاف: «المستوى الذي ترد به السرايا الآن منخفض، ولم تستخدم كل إمكاناتها. سرايا القدس تتقدم المعركة وهي قادرة على إدارتها لوقت طويل... الحرب مع العدو مفتوحة على كل الاحتمالات ويمكن أن تكون حرباً موسّعة وطويلة الأمد، ويمكن أن تكون حرباً بين الحروب كما يسمونها».
بالتوازي مع ذلك، أعلنت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة» أنّ المقاومة «ستكمل مشوارها في الرد على العدوان والثأر للشهداء، وستُلقن الاحتلال الدرس الذي لن ينساه»، مؤكدةً أنها «تدكّ مواقع الاحتلال وتحيل أمنه إلى هباء». ودعت في بيان أمس «جمهور الكيان الذي يعيش الآن في الملاجئ إلى أن يرى نتائج حماقات قيادته السياسية والعسكرية التي تتحمّل المسؤولية عن شلّ الحياة في الكيان، وفتح الملاجئ والحياة تحت النار»، لافتة إلى أنها «تدير المواجهة العسكرية بالتوافق والتنسيق على أعلى المستويات».
في المقابل، جدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تهديداته بمواصلة سياسة الاغتيالات ضد القادة الفلسطينيين، قائلاً إن «إسرائيل غيّرت المعادلة بما يعزز قوة الردع». وأضاف نتنياهو في حديث أمس: «باتوا يعرفون الآن أننا قادرون على الوصول إليهم في أماكن اختبائهم بدقّة جراحية»، وأن اغتيال بهاء أبو العطا «نزع قدرة الفصائل على الاختباء بين المدنيين».