رحل أمس مطرب الثورة الفلسطينية أبو عرب، عن ثلاثة وثمانين عاماً، بعد صراع مع مرض عضال. كثيرون لا يعرفون اسمه الحقيقي بعدما طغى لقبه عليه. هو إبراهيم محمد صالح، الذي أقام في سوريا التي أحبّها وتركها مؤخراً من أجل العلاج في لبنان، في مستشفى بيروت الحكومي. كان يتمنى الموت في فلسطين، قرب توتة الدار التي لطالما غنى لها.
هو ابن قرية الشجرة التي تركها بعد دخول الصهاينة اليها عام 1948. أبو عرب ابن شهيد معركة قرية الشجرة التي استشهد والده دفاعاً عنها عام النكبة. أنشأ فرقة ناجي العلي التي سميت تيمناً بالشهيد الرسام. خلال الثورة الفلسطينية في لبنان، كان ابو عرب مطرب الفدائيين المفضل وغنى لهم «هدّي يا بحر»، «من سجن عكا»، «العيد»، «يا موج البحر»، بالإضافة الى أغاني العتابا والمواويل. الكوفية التي لطالما ارتداها اهداه اياها «ابو عمار»، لان ابو عرب كان رمزا لفلسطين لذلك يجب ان يرتدي رمز فلسطين الكوفية. عندما كان ابو عرب يقف على المسرح، كان يعود الى شبابه، وكانت المخيمات الفلسطينية في لبنان شاهدة على عدد من حفلاته. فلسطين خسرت اليوم صوتها برحيل ابو عرب وموته في الشتات.