البعد الوطني من العملية أتاح إجماعاً حولها
في الاتجاه نفسه، لا يعتقد الكاتب منصور آق غون أن بيانات وزارة الخارجية التركية وتحركاتها كانت قاصرة عن متابعة العملية، فيما يلفت الكاتب طه آقيول الى أن تركيا لم تردّ على تهديدات واشنطن والرئيس الأميركي دونالد ترامب بتدمير الاقتصاد التركي، على غرار ما كان يفعله إردوغان ضد تهديدات مسؤولي دول آخرين. ويضيف آقيول إن لغة إردوغان تغيّرت وباتت أكثر دبلوماسية، وهذا أمر جيد. أما الكاتب موسى أوز أوغورلو فيرى أن الولايات المتحدة تقوم باستثمار في منطقة شرقي الفرات، لذا كان قرارها إعطاء الضوء الأخضر لتركيا وعدم الدفاع عن «قوات الحماية الكردية» مفاجئاً، بل كانت واشنطن مصرة على عدم اعتراض طريق العملية. ويرجّح الكاتب أن تنسحب قوات «قسد» إلى خط في العمق يجعلها بين كماشة الجيش التركي والجيش السوري. وما لم تفعل ذلك، فهي ستكون أمام مواجهة عسكرية مع الجيش التركي. ويتوقف أوز أوغورلو أمام مصير أسرى «داعش»، ويتساءل عما إذا كانت تركيا ستدخل في مساومات تتيح استثمار عناصر «داعش»، أم أنها ستكون أمام ملف متفجر.
من جانبه، يذكر الكاتب والقنصل السابق في أربيل، آيدين سيلجين، أن إردوغان كان راضياً بسماح واشنطن له بمنطقة آمنة بعمق 32 كلم وعرض 480 كلم. ومع ذلك، فهو اقترح على ترامب توسيع المنطقة للوصول إلى دير الزور والرقة من أجل محاربة «داعش». ولكن هذا الاقتراح قد يبقى معلّقاً في انتظار لقاء إردوغان ــــ ترامب في الشهر المقبل، بحسب ما يحتمل سيلجين، فيما يعرب الكاتب إيلهان أوزغيل عن اعتقاده بأن العملية تسير وفق ما اتُّفق عليه بين إردوغان وترامب، والأخير لم يعط موافقته إلا بعد تعهد الأول بتحمّل مسؤولية مقاتلي «داعش» شرقي الفرات. إلا أن «البنتاغون» لا يتبنى موقف ترامب نفسه، وهو ما قد يسبب متاعب لتركيا. أما الخاصية الأهم، يقول أوزغول، فهي المتعلقة بـ«داعش»، حيث 10 آلاف مقاتل في مخيم الهول، ومعهم حوالى 80 ألفاً من عائلاتهم. وهنا، سيكون أمام تركيا التوغّل جنوباً للوصول إلى المخيم، وتطبيق نموذج إدلب هناك، أي حماية المسلحين من دون التصادم معهم.
ويكتب فهمي طاشتكين أن المخطط في رأس إردوغان واضح، لكن ليس واضحاً العمق الذي ستصل إليه العملية. إذ إن «قوات سوريا الديموقراطية» هدّدت بتحويل خط الحدود إلى جبهة شاملة ضد الجيش التركي. وإذا نفت «قسد» هذا التهديد فستتغير المعطيات. كذلك، يجب ترقب المواقف الأميركية، وما إذا كانت ستتغير أو لا. ويقول طاشتكين إن هناك الكثير من العوامل غير المرئية التي قد تدخل وتفسد مخطط العملية، بينما يركز الكاتب الموالي لإردوغان، خير الدين قره مان، على أن عملية «نبع السلام» أفسدت مخططات الغرب وإسرائيل، وأن الفضل في ذلك يعود لإردوغان وفريقه، معتبراً أن العملية حالت دون المضيّ في تطبيق خريطة التقسيم.