ترجّح أوساط سياسية عراقية أن يسود المشهد «هدوء حذر» إلى حين الانتهاء من مراسم أربعينية الإمام الحسين. وفق المصادر، يمكن لـ«الحزم الإصلاحية» استيعاب الشارع وتهدئته، غير أن العودة إلى التظاهر قد يطلق شرارتها زعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، الذي تجري حالياً مساعٍ لحمله على التراجع عن دعوته إلى استقالة الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة. حتى الآن، لا استشعار لنية الرجل العودة إلى الشارع على غرار «مليونياته» السابقة، فهو «متكتّم بشكل كبير على حراكه»، بعد بيانه الذي نُظر إليه على أنه «تحدّ» للمرجع الديني علي السيستاني، الذي قدّم حلاً وسطاً للأزمة. معلومات «الأخبار» تفيد بأن الصدر اعتبر بيان «المرجعية» الأخير استهدافاً شخصياً له، ومحاولة لتحميله ــ إلى جانب «تحالف الفتح» بزعامة هادي العامري ــ مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع. لكن العامري، الذي أكد للصدر أن البيان «دعوةٌ إلى التحرك السريع لضبط الأوضاع، والحفاظ على الحكومة»، حاول ثني الصدر عن خطوته، إلا أن «السيد» رفض ذلك. رفض يعيد فتح النقاش في شأن طبيعة العلاقة بين آل الصدر وآل السيستاني، خصوصاً أنه على مدار الفترة الماضية ساد اعتقاد بأن الصدر يستثمر خطاب «المرجعية»، فيما تُمرّر الأخيرة عبره رسائلها إلى عدد من الأطراف والقوى.