تستمرّ الإجراءات التركية - الأميركية المشتركة لإتمام إنشاء «المنطقة الآمنة» في شرقيّ الفرات. وعلى رغم ما تثيره كل خطوة من خطوات تنفيذ الاتفاق من اعتراضات تركية وتصعيد في نبرة الخطاب والتهديد بالعمليات العسكرية، إلا أن أنقرة لا تزال تجدّد تمسّكها بالاتفاق، وتجتمع مع العسكريين الأميركيين للتفاهم، ولو على الحدّ الأدنى من التفاصيل. وأمس، زار وفد عسكري أميركي مركز العمليات المشتركة في ولاية «شانلي أورفة» التركية، في إطار إجراءات تأسيس «المنطقة الآمنة». ويبدو أن أنقرة، في محاولاتها للدفع نحو تنفيذ الاتفاق وفق ما تريده هي، تمارس نوعاً من الابتزاز، تارة عبر التلويح بالخيار العسكري المنفرد، وأخرى عبر تهديد الأوروبيين بموجات لجوء جديدة. وكان وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، قد اعتبر، أول من أمس، أن جهود الولايات المتحدة لإقامة «منطقة آمنة» في شمال سوريا، هي حتى الآن «شكلية»، متهماً واشنطن بـ«المماطلة». وقال تشاوش أوغلو للصحافيين في أنقرة: «حصلت بعض الدوريات المشتركة، نعم، لكن الخطوات التي اتُّخذت بخلاف ذلك... شكلية فقط». بدوره، شدد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، أول من أمس أيضاً، على أن إجراء دوريات مشتركة، أمر «صائب ولكنه غير كافٍ»، مضيفاً أن تركيا «تحتاج إلى مواردها الخاصة، لا إلى الاستخبارات الأميركية، لتأكيد أن منطقة ما آمنة». وتابع قائلاً: «لمتابعة التطورات على الأرض، يجب أن يكون جنودنا وخبراؤنا في الميدان، وعلينا أن نتأكد من أن ذلك يحدث بحسب مواردنا الخاصة».
ويوم أمس أصدرت وزارة الدفاع التركية بياناً عن لقاءات العسكريين الأميركيين والأتراك في شانلي أورفة، أشارت فيه إلى أن الوفد العسكري الأميركي الموجود في تركيا أجرى «زيارة لمركز العمليات المشتركة في قضاء أقجة قلعة». ويترأس الوفدَ العسكري الأميركي نائبُ قائد القوات الأميركية في أوروبا ستيفن تويتي، بالإضافة إلى نائب قائد القوات المركزية الأميركية توماس بيرغسون. وتأتي زيارة الوفد الأميركي لشانلي أورفة أمس، عقب إتمامه الثلاثاء لقاءات مع مسؤولين أتراك في العاصمة أنقرة. وكانت وسائل إعلام تركية قد تحدثت عن عدم رضى أنقرة عن المرحلة الأولى من الاتفاق، إذ يريد المسؤولون الأتراك منطقة بطول 440 كم على امتداد الحدود، لا 120 كم فقط، مع الإشارة إلى أن الدوريات المشتركة التي نفّذت الأحد «جاءت على سبيل العرض فقط» من جانب الأميركيين، وأن الجنود الأتراك يريدون أن تكون المنطقة داخل سوريا أعمق من 5 كم، وهو موقف يكرره الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، باستمرار.


المجر تخرق القطيعة الأوروبية لدمشق
تعتزم المجر (هنغاريا) تعيين دبلوماسي للقيام «بالمهمات القنصلية» في دمشق، بدءاً من العام المقبل، في أول خطوة من دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لرفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي في سوريا منذ بدء الحرب قبل ثماني سنوات. وأعلنت وزارة الخارجية المجرية، في بيان، أنه «بدءاً من العام المقبل، ستوفد المجر دبلوماسياً سيزور سوريا من حين لآخر للقيام بمتابعات في شأن الدعم الإنساني والقيام بمهمات قنصلية». في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، «وجود مشاورات بين الدول العربية حول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية». وقال شكري، في تصريح صحافي عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب أول من أمس، إن «سوريا دولة عربية مهمة، وهناك مشاورات بين الدول العربية للتوافق على التوقيت الملائم والمناسب لعودتها إلى الجامعة العربية».