لم يمر مقتل «وكيل الظواهري» في سوريا، «أبو خالد السوري»، مرور الكرام. فالرجل الذي اغتيل أول من أمس، هو أحد أهم مؤسسي «حركة أحرار الشام»، والوسيط «القاعدي» بين «جبهة النصرة» وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). واستمر تبادل الاتهامات بين تنظيم «داعش» والقوى المعارضة المناوئة له، بشأن اغتيال «أبو خالد».
واعتبر «داعش» أن «الجريمة لا تمتّ للشرع بصلة»، متّهماً جماعات «الصحوات» (أي كلاً من «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة» و«جيش المجاهدين») باغتيال «أبو خالد» تنفيذاً لطلب السعودية. وأمس، أعلنت كل من «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» تشكيل «الغرفة المشتركة لأهل الشام» ودعوا إلى النفير العام في حلب بعد عملية الاغتيال التي طالت «أبو خالد». واندلعت اشتباكات عنيفة بين «داعش» و«الجبهة الإسلامية» في بلدة اخترين في ريف حلب، في الوقت الذي فشل فيه «داعش» بالسيطرة على معبر باب السلامة، في ظل المعارك الضارية بين الجماعات المعارضة.
من جهة أخرى، نفّذ الجيش السوري أمس عملية عسكرية خاطفة في الغوطة الشرقية (ريف دمشق) على محورين، مستهدفاً بلدات عربين وزملكا وسقبا.،. وأكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار» تقدم الجيش برّاً على المحورين، واستعادة العديد من المزارع التابعة للبلدات المذكورة. وأضاف: «امتدت الاشتباكات البريّة من منطقة المتحلق الجنوبي حتّى أطراف مدينة زملكا». وواصلت المدفعية استهداف الجزء الجنوبي من الغوطة الشرقية، على نحو «يمنع تنقّل الجماعات لمساندة بعضها بعضاً بين مختلف أجزاء الغوطة».
وأشارت مصادر من المعارضة إلى تعرّض بلدتي النشّابية ومرج السلطان، في الغوطة الشرقية، لغارات سلاح الجو السوري.
وفي قدسيا، شمالي دمشق، أكّد مصدر عسكري لـ«الأخبار» فرار المسلّح الذي قتل أحد الضباط في الجيش السوري وابنه، قبل يومين، على حاجز الشارع العام للبلدة، الذي تشرف عليه «اللجان المشتركة» بين الجيش ومسلحي المعارضة بعد المصالحة. وكان الجيش قد أغلق مداخل قدسيّا إثر الحادثة. وفي اتصال مع أحد مسلّحي اللجان المشتركة، قال لـ«لأخبار»: «الجاني ينتمي إلى عائلة معروفة في قدسيا، وبعض أقاربه قاموا بمساعدته على التخفي، وسنواصل جهودنا للقبض عليه، وأعلمنا الجيش بموافقتنا على ذلك منذ اللحظة الأولى». وكان الجيش قد أعطى مسلّحي اللجان المشتركة مهلة، انقضت مساء أمس لتسليم القاتل. وكان من المفروض أن يقتحم الجيش الأحياء التابعة لإدارة المسلّحين بمجرد انقضائها، لكن الأخيرين طلبوا إعطاءهم الوقت الكافي لتسليمه. ويضيف مسلّحو اللجان: «شرحنا وضع الجاني وعائلته للجيش، فوافق الضباط على تمديد المهلة إلى أجل غير مسمّى، وطلبوا أسماء الأشخاص الذين ساعدوا الجاني على الفرار ليصار إلى محاسبتهم لاحقاً».
على صعيد آخر، تمّ الاتفاق بين مختلف القوى الفلسطينية في مخيم اليرموك على تشكيل لجان انضباط، بدون سلاح، لتقوم بجولات تفقدية لحماية المخيم، وإدخال الطحين والمازوت و2000 ربطة خبز يومياً إلى مخيم اليرموك، وتحديد خمس نقاط ليتم من خلالها توزيع المساعدات الغذائية، حيث سيوزع ولأول مرة 5000 حصة غذائية، وتشغيل ثلاثة أفران في المخيم، وإعادة الخدمات الأساسية والضرورية.
وفي القلمون (ريف دمشق الشمالي)، ذكرت مصادر ميدانية لـ«الاخبار»، أن «الجيش سيطر على وادي الجرابيع التابع لقرية فليطة»، قبالة بلدة عرسال اللبنانية.