يتعزز وضع السلطات المصرية المؤقتة يوماً بعد آخر داخلياً ودولياً، حيث يرتفع منسوب غزل واشنطن بها، العاصمة التي كانت أكبر المنتقدين الخارجيين لها لحظة تشكيلها، كما يزداد عدد الدول المتفهمة لقضيتها الأساسية في «محاربة الإرهاب»، فيما يستمر تفكك التحالف الداخلي الذي دعى إلى إسقاطها، نتيجة مسارعة أعضائه إلى تعديل مطالبهم مقابل مشاركة في الخارطة التي وضعتها ليحجزوا لهم مكاناً في مستقبل البلاد.
وفي أقل من 48 ساعة، حجّ وفد أميركي ثانٍ إلى القاهرة برئاسة رئيس اللجنة الفرعية المعنية بشؤون الشرق الأدنى وجنوب آسيا ووسطها في مجلس الشيوخ، تيم كين، والتقى الرئيس المؤقت عدلي منصور ووزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي، في ثاني أيام زيارته التي تستغرق ثلاثة أيام.
وأعرب الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور خلال لقائه السيناتور الديمقراطي تيم كين عن حرص مصر على علاقاتها بالولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن هذا الحرص يرتبط بشكل مباشر بحرص واشنطن على العلاقة ذاتها. ولفت منصور إلى أن «مصر كانت تود أن تتفهم الولايات المتحدة الأميركية مبكراً حقيقة ما جرى في مصر، كما أنها كانت تود أيضاً وهي تحارب حرباً حقيقية ضد الإرهاب في سيناء وباقي أنحاء مصر، أن تجد من الدول الصديقة استمراراً لدعمها التقليدي».
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إيهاب بدوي، إن السيناتور كين هنّأ منصور على إنجاز الدستور الجديد وما تضمنه من نصوص، معتبراً أن نسبة المشاركة في الاستفتاء تعدّ مؤشراً إيجابياً.
وأضاف، في بيان، «إن اللقاء تناول عدداً من القضايا، جاء في مقدمتها مفاوضات السلام الفلسطينية – الإسرائيلية التي تجرى برعاية أميركية».
وأعرب كين، بحسب البيان، عن تأييد مجلس الشيوخ للعلاقة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وأمله بتطويرها في المستقبل القريب، مشيراً إلى «أهمية إسهام بلاده في تنشيط الاقتصاد المصري، أو على صعيد مكافحة الإرهاب».
وبشأن لقاء الوفد بالسيسي، قال المتحدث باسم الجيش المصري، في بيان، إن «اللقاء تناول تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاسها على الأمن والاستقرار في المنطقة، ومناقشة عدد من المواضيع في ضوء علاقات التعاون العسكري المشترك».
ومساءً إلتقى كين لقاء مع الصحافيين اكد خلاله أن الإرهاب يعد تحدياً تواجهه مصر، وواجهته الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن البلدين ينبغى أن يكونا شريكين في ذلك، ورؤية ما يحدث فى مصر، تجعلنا متوترين.
وأضاف كاين، أنه تناقش مع المسؤولين المصريين الذين التقاهم لضرورة إيجاد توازن بين شرعية مكافحة الإرهاب والمحافظة على حقوق المدنيين، مشيراً إلى أن «هذا التوازن لا يعاقب مع يختلف مع أحد سياسياً، ومصر تعمل على إيجاد هذا التوازن».
وأضاف كاين، رداً على إمكانية ترشح المشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة، وموقف أميركا من ترشحه، إن لدينا في الولايات المتحدة قادة كانوا عسكريين و«مجرد كون المرء عسكريًا لا يعنى أنه لا يصلح قائداً» لافتاً إلى أن العديد سيترشحون للرئاسة، والمصريون هم من يختارون مرشحهم.
من جهة أخرى، قلّل وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم من أهمية تهديدات وجهتها جماعة أنصار بيت المقدس باستهداف السائحين في مصر، وذلك خلال زيارته موقع تفجير طابا الذي أدى إلى مقتل ثلاثة سياح كوريين ومصري الأحد الماضي.
وقال إبراهيم إنه «سيتم قريباً الإعلان عن عدد من القضايا المهمة المتعلقة بالحوادث الإرهابية التي شهدتها البلاد أخيراً (دون أن يذكر موعداً محدداً لذلك)»، مؤكداً أنه «سيتم وضع نظام جديد ومختلف لتأمين المناطق السياحية، ورفع درجة الاستعداد القصوى، وتوجيه المزيد من الضربات الاستباقية لبؤر الإرهاب وعناصره».
وفي غضون ذلك، أعلنت الهيئة العليا لحزب الوطن السلفي تخلّي الحزب عن مطالب عودة الرئيس المعزول محمد مرسي ومجلس الشورى المنحل ودستور 2012، لمصلحة تمهيد مسار يرسي قواعد المؤسسات المنتخبة على أسس ديمقراطية سليمة، مؤكدةً في بيان أنها ستضع صورة واضحة لتوجه الحزب السياسي خلال الفترة المقبلة، وموقفه من الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وفي السياق، قال مؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي إن معركته بعد أن يصبح رئيساً لمصر ستكون ضد الفقر والبطالة.
جاء ذلك خلال لقاء صباحي بوفد من حملة «امنع معونة»، المناهضة للمعونة الأميركية لمصر، حيث أكد وفد الحملة دعمه لصباحي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة إرجاء محاكمة صحافين كانت اتهمتهم بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي اعتبرتها الحكومة تنظيماً إرهابياً الى 5 آذار المقبل، وهي قضية تسببت في انتقادات واتهامات للسلطات المصرية بفرض قيود على حرية الاعلام.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)