في محاولة لتذليل العقبات في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، اجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، في باريس، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ولم يصدر أي تعليق رسمي على مضمون اللقاء الذي استمر ساعتين بين كيري وعباس وفريقيهما المفاوضين في خين اكتفى مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بتأكيد أن اللقاء «بناءً».
وقال المسؤول الأميركي طالباً عدم ذكر اسمه أن «الوزير كيري والرئيس عباس بحثا القضايا الجوهرية واتفقا على البقاء خلال الأيام والأسابيع المقبلة على اتصال وثيق عبر الهاتف ومن خلال فرقهما الميدانية».
وفيما لا تزال تفاصيل اتفاق الاطار الذي يعمل عليه كيري غامضة، كشف المسؤول الكبير أنه سيشمل كافة قضايا الوضع النهائي التي أدت إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، من حدود الدولتين المنفصلتين إلى اللاجئين الفلسطينيين ومصير القدس التي يرغب فيها الجانبان عاصمة لكل منهما.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، كشف أمس، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال لقائهما الأول، عدم موافقة الجانب الفلسطيني على أي اتفاق «ما لم يتضمن المواقف الفلسطينية والعربية الثابتة».
وأضاف أبو ردينة، في حديث نقلته وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، أن الموقف الفلسطيني الثابت والدائم أنه «لا دولة دون القدس الشرقية عاصمة لها، ولن نعترف بدولة يهودية، وأن الاستيطان غير شرعي، وأن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على حدود عام 1967، ويجب إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، وأن يتم إطلاق سراح الأسرى».
من جهته، أعلن سفير فلسطين في باريس هايل الفاهوم، في حديث إلى إذاعة «صوت فلسطين الرسمية»، أن كيري «لم يطرح أي مسودة لاتفاق الاطار»، واصفاً لقاء عباس بكيري بـ«المهم».
وأشار الفاهوم إلى أن عباس «طرح كل المواقف الفلسطينية بوضوح حسب الرؤية الفلسطينية للحل، التي تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية».
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي قالت، بعد لقاء كيري وعباس مساء الاربعاء، «لقد بلغنا نقطة مهمة في المفاوضات نعمل فيها على ردم الهوة بين الجانبين حول إطار للمفاوضات».
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله إن رسالة القيادة الفلسطينية تتمثل في التوصل «إلى اتفاق سلام نهائي مع إسرائيل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».
وأكد الحمدالله، خلال لقائه أمس في رام الله رؤساء الجاليات المسلمة والمسيحية واليهودية في الأرجنتين والوفد المرافق لهم، أن القيادة ملتزمة بالمفاوضات للوصول إلى اتفاق حقيقي ينهي الاحتلال، ويضمن إقامة الدولة الفلسطينية، ويحل السلام في المنطقة.
إلى ذلك، نفى وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية التابعة لحكومة قطاع غزّة المقالة، غازي حمد، وجود مراسلات أو تواصل بينه وبين أي مسؤول إسرائيلي.
وجاء نفي حمد رداً على اتهامات وجهتها إليه وكالة «الأنباء الفلسطينية الرسمية» (وفا)، مساء الأربعاء، ذكرت فيها أنها تمتلك وثائق ومعلومات تؤكد وجود مراسلات بينه وبين غيرشون باسكن، الذي قالت إنه لعب دوراً مهماً في الوصول إلى صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل التي تمت في تشرين الأول 2011، تهدف إلى إقامة «دولة في قطاع غزّة».
وقال حمد في تصريح إلى وكالة «الأناضول للأنباء»، أمس، إن «الأنباء التي نشرتها وكالة (وفا) كاذبة ومفبركة، فلا يوجد أي مراسلات أو اتصالات بيني وبين المسؤول الإسرائيلي الذي ورد اسمه».
(أ ف ب، الأناضول)