فيما يستمر التضييق على المعارضة البحرينية، حكمت المحكمة الجنائية البحرينية الأربعاء بإعدام مواطن وبالسجن المؤبد بحق 6 آخرين، بتهمة قتل شرطي في قرية السهلة القريبة من المنامة. وقد أثارت هذه الأحكام موجة من الرفض والاستنكار، لأنها بنيت على «سيناريوات تفتقد للأدلة القانونية».
وذكر مصدر قضائي أن المحكمة حكمت أيضاً بالسجن خمس سنوات وست سنوات على متهمين آخرين في القضية.
ووفقاً للمصدر، فإن المتهمين التسعة أدينوا بقتل الشرطي محمد عاصف خان، خلال الاحتجاجات التي شهدتها البحرين في 14 شباط 2013. وذكر محامون أن المتهمين أنكروا أمام المحكمة التهم الموجهة لهم، وأشاروا الى أن الاعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب. ووجهت النيابة العامة البحرينية للمتهمين، تهمة «قتل الشرطي عمداً مع سبق الإصرار وباستعمال مادة مفرقعة» و«تهمة المشاركة في تظاهرة غير مرخصة». وحكم على آخرين في البحرين بالإعدام في قضايا هجمات استهدفت الشرطة في إطار الاحتجاجات التي تشهدها المملكة والتي يقودها الشيعة منذ شباط 2011، إلا أن هذه الأحكام خفضت الى المؤبد. وفور شيوع الخبر، توالت ردود الفعل الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية للقرار الذي وصف بالـ«ظالم» والـ«مجحف» وأنه جزء من سياسة القمع والاستبداد التي تمارسها القيادة البحرينية.
ووصفت الناشطة آيات القرمزي الحكم بأنه «سيناريو خرافي، تهم ملفقة، قاضٍ «عادل»، حكم بالإعدام. كلمات مفتاحية لقصة قصيرة تحدث في البحرين»، فيما رأت الناشطة المفرج عنها أخيراً، زينب الخواجة، أن البحرين تحولت إلى سجن كبير يقيد الآلاف.
وفي تغريدات له على «تويتر»، قال المحامي علي العصفور: «إن أوراق الدعوى من أي دليل قانوني مادي مسوغ للإدانة».
وفي ملف آخر، أجل القضاء البحريني محاكمة القيادي في جمعية الوفاق المعارضة ومساعد أمينها العام خليل المرزوق إلى 30 آذار المقبل، في الوقت الذي تعلن فيه السلطة إجراء جولة جديدة لحوار يشارك فيه المرزوق ممثلاً لقوى المعارضة. وثبتت المحكمة مجدداً منع السفر على المرزوق، وأسقط استجواب شهود الإثبات من قبل هيئة الدفاع عن القيادي في المعارضة المساعد السياسي للأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية خليل المرزوق التهم الكيدية ضد المرزوق، إذ لم يستطع شاهدا الإثبات الإتيان بعبارة واحدة من خطابات المرزوق تحرض على العنف، فضلاً عن الإرهاب. وكانت الوفاق قد قالت عشية المحاكمة إن المحاكمة سياسية وتعكس نية النظام ومستوى جديته في الحوار واستعداده لتوفير الأجواء التي عبّر عن أهميتها الأمين العام للأمم المتحدة يوم السبت الماضي، وشددت على أن هذه المحاكمة تأتي ضمن منهجية النظام في محاولة محاصرة المعارضين واستخدام القانون والصلاحيات لقمع المعارضة السلمية ومعاقبتها، وأكد ذلك تقرير السيد بسيوني.
وأعلن معتقلو الرأي في البحرين القابعون في سجن الحوض الجاف إضرابهم عن الطعام بدءاً من يوم الأربعاء، وذلك تزامناً مع زيارة وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان الذي سيبدأ زيارة للبلاد.
ومن المنتظر أن ينضم أكثر من 500 معتقل سياسي في سجن الحوض الجاف في الإضراب الذي أُعلن في بيان صادر باسم سجناء الرأي في سجن الحوض الجاف، ويهدف إلى تأكيد مطالبهم المشروعة، على حد تعبيرهم. ويشهد سجنا الحوض الجاف وجو المركزي إضرابات متواصلة تهدف إلى بث مظلومية معتقلي الرأي الذين يتعرضون للتعذيب في فترات التحقيق ويقدمون لمحاكم تفتقر لأبسط موازين العدالة والاستقلالية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)