وعلى رغم أن النقاشات توسّعت لتشمل التطورات الإقليمية والتوتر بين طهران وواشنطن، فقد حضر ملف «اللجنة الدستورية» بشكل واسع فيها. وعقب اللقاءات، صدرت مواقف لافتة عن نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، في شأن العدوان الإسرائيلي الأخير، إذ قال المقداد إن على «العالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة أن تعي خطورة مثل هذه التطورات، لأن سوريا لن تسكت عن حقها». وتوازى موقف دمشق مع «قلق» روسي إزاء الهجوم الإسرائيلي، عبّرت عنه المتحدثة باسم وزارة الخارجية، ماريا زخاروفا، بالقول إن «هذا التصعيد المقلق الذي ينتهك بشكل صارخ سيادة سوريا، لا يسهم في الإخلال باستقرار هذا البلد فحسب، بل يهدد الاستقرار الإقليمي».
قالت موسكو إن التصعيد الإسرائيلي «المقلق» ينتهك بشكل صارخ سيادة سوريا
الجهد المكثف الهادف إلى إطلاق عمل «اللجنة الدستورية» سيحمل المبعوث الأممي، غير بيدرسن، إلى دمشق في العاشر من الشهر الجاري، وذلك بعد زيارة مهمة يجريها لموسكو، لبحث «اللمسات الأخيرة» على تعديلات تشكيلة الثلث الثالث (المجتمع المدني والمستقلون). وعلى عكس ما توحي به بعض التصريحات الدولية، تؤكد مصادر معارضة غياب «التوافق» على المقترحات البديلة للتشكيلة، وفي المقابل تشير مصادر متابعة لعمل بيدرسن إلى أنه سيحاول تحصيل قبول من دمشق على الصيغة المقترحة.
وفي موازاة ذلك، يتواصل التوتر على خطوط التماس في محيط «جيب إدلب»، وسط وعيد تركي بالرد على أي قصف يستهدف نقاط المراقبة المنتشرة هناك. ولم يمنع التصعيد على الأرض، الجانبين الروسي والتركي من الحديث عن «أهمية» تعاونهما في «التسوية السورية». إذ قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالنتينا ماتفيينكو، في اجتماع مع رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، إن «التعاون الروسي ـــ التركي ساعد في إخراج الإرهابيين من جزء كبير من سوريا ومنع انهيار البلاد»، وأثنت على التعاون بين بلادها وتركيا وإيران «في حلّ مشاكل سوريا».