لم تتغير خريطة السيطرة في ريف حماة الشمالي، رغم استمرار الاشتباكات والقصف الجوي والمدفعي أمس، في المناطق على جانبي خط التماس. الفصائل المسلحة أطلقت عدداً من القذائف على بعض بلدات الريف الحموي الشمالي والغربي، فيما استهدفت مدفعية الجيش وطائراته مواقع في الزكاة والأربعين وحصرايا والجبين، كما في كفرزيتا واللطامنة ومورك، بريف حماة الشمالي، إلى جانب معرّة النعمان وحيش بريف إدلب، وتمكّن الجيش من إسقاط طائرة مسيّرة كانت تحاول استهداف قواته في محيط تل ملح، شمال محردة.ورغم أن الأعين لا تزال على تطورات ريف حماة، فإن ريف اللاذقية الشمالي الشرقي كان له النصيب الأكبر من الاشتباكات، ولا سيما في محيط بلدة كباني. ومع أن المعارك على ذاك المحور لم تغيّر ـــ حتى وقت متأخر من أمس ــــ نقاط السيطرة، فإنها تكشف أن الجيش لن ينتظر حسم الجولة في ريف حماة الشمالي، قبل المبادرة إلى تحريك المحاور التي كان يحاول التقدم فيها سابقاً.
وبينما تناقلت أوساط معارضة معلومات تفيد بأن الجانب التركي أبلغ قادة الفصائل أن هناك محادثات متواصلة مع الجانب الروسي من أجل التهدئة، جدّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، تأكيده ضرورة «القضاء على التنظيمات الإرهابية» في إدلب، ومطالبته أنقرة بالمضي في تنفيذ التزاماتها بموجب «اتفاق سوتشي».
على صعيد آخر، وفي زيارة لافتة لمصر، التقى ممثل وزير الخارجية الأميركي الخاص إلى سوريا، والمبعوث الخاص إلى «التحالف الدولي»، جايمس جيفري، وزير الخارجية المصري، سامح شكري، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط. جيفري، الذي رافقه المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جويل رايبرن، أطلع شكري على «الرؤية الأميركية تجاه مُستجدات الأوضاع في سوريا»، وأكد «تقدير بلاده ودعمها للدور المصري المهم على صعيد إنهاء الأزمة السورية»، على حد بيان وزارة الخارجية المصرية.
في المقابل، أوضح شكري «مُحددات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية»، وأهمها وفق الوزارة «الحفاظ على وحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها... ودفع العملية السياسية، بالتوازي مع جهود التصدي للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة هناك». أما أبو الغيط، فنبّه إلى «خطورة التدخلات الإيرانية والتركية على وجه التحديد، بما في ذلك ما يتعلق بالمسعى التركي لإقامة ما يسمى منطقة آمنة في شمال سوريا ومنطقة إدلب».