وتدلّ كثافة القصف المدفعي والجوي أمس على أن استمرار اشتعال الميدان هو الاحتمال الأكثر رجحاناً، إن لم تتمكن أنقرة من ضبط مفاتيح التصعيد في الجانب الذي «تضمنه» وفق صيغة «أستانا». ويشير استهداف محيط إحدى النقاط التركية أمس، في محيط سهل الغاب، إلى أن التصعيد الميداني لن يكون محدوداً إن فشلت مساعي «الهدنة». ونقلت وكالة «الأناضول» عن «مصادر محلية» أنه تم استهداف «نقطة المراقبة التركية الرقم 10، الواقعة في منطقة جبل الزاوية» بقذائف مدفعية، وأنها سبق أن تعرّضت لاستهداف ثلاث مرات في 29 نيسان و4 و12 أيار الماضيين. وبينما لم يصدر تعليق تركي مباشر على هذا التطور، دفع الجيش التركي بتعزيزات من الوحدات الخاصة إلى لواء إسكندرون، قرب حدود محافظة إدلب.
بومبيو: نواصل جهود إقامة «المنطقة الآمنة» شرق الفرات
الجانب الروسي المعني بالمحادثات مع أنقرة وضع أمس الكرة في الملعب التركي، وأكد أن نجاح «الهدنة» المفترضة يتطلب التزام الفصائل «وقف استهداف المناطق المدنية والمواقع التي يوجد فيها عسكريون من القوات الروسية»، مضيفاً إن تركيا هي المسؤولة مباشرة عن ذلك، لكونها ملتزمة تطبيق «اتفاق سوتشي». جاء الحديث الرسمي الروسي في تصريح للمتحدث باسم «الكرملين»، ديمتري بيسكوف، عقب اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين والأعضاء في «مجلس الأمن الروسي» لنقاش الوضع في إدلب. ولفت بيسكوف إلى أن المشاركين في الاجتماع أعربوا عن قلقهم «إزاء القصف الإرهابي المستمر» هناك. وأكد المتحدث ضمنياً أن اتصال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بنظيره الروسي أول من أمس، كان يتضمن طرح العودة إلى «هدنة» في منطقة «خفض التصعيد»، مشيراً في الوقت نفسه إلى عدم «وجود خلافات» بين بلاده وتركيا حول إدلب.
في موازاة النقاش التركي ــــ الروسي المستمر، خرج وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، من ألمانيا، ليعلن أن بلاده تواصل «جهود إقامة منطقة آمنة» في شمال شرق سوريا، على الحدود مع تركيا. وفي مؤتمر مع نظيره الألماني، هايكو ماس، قال بومبيو: «لقد شاهدتم العمل الذي قمنا به مع الأتراك في منبج غربي نهر الفرات... إضافة إلى هذا (الدوريات التركية الأميركية المشتركة في منبج)، نسعى الى تأسيس نظام، بوسعكم تسميته منطقة عازلة أو أي شيء آخر للحد من خطر الهجمات الإرهابية على تركيا»، مضيفاً: «المنطقة الآمنة تهدف إلى إنهاء التوتر» بين تركيا والمجموعات المدعومة من الجانب الأميركي.
«التحالف»: قتلنا 1300 مدني «دون قصد»
أقر «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، بمقتل أكثر من 1300 مدني «من دون قصد» في غارات شنها في سوريا والعراق منذ بدء عملياته ضد «داعش» في 2014. وأشار «التحالف» في بيان إلى أنه شن 34502 غارة بين آب/ أغسطس 2014 ونهاية نيسان/ أبريل الماضي، وقتل خلالها «ما لا يقل عن 1302 من المدنيين دون قصد نتيجة لغارات التحالف». وأوضح أنه لا يزال هناك 111 تقريراً حول مقتل مدنيين ينظر فيها، فيما تقدر منظمات أعداد القتلى المدنيين جراء غارات «التحالف» بأكثر مما يقر به الأخير.
(أ ف ب)