حلب، دمشق ــ الأخباريستكمل الجيش السوري عمليته العسكرية في يبرود في القلمون الحدودية مع لبنان، في ظل تقدّم يحرزه يوماً بعد يوم من خلال قطع المعابر بين القلمون وعرسال. وأمس، تقدّم الجيش في المنطقة السهلية التي تفصل بلدة الجراجير عن بلدة يبرود، في موازاة تقدّمه في المناطق الجبلية المطلة على بلدة مزارع ريما. وفي السياق، أغارت الطائرات الحربية على رتل سيارات يحمل أسلحة بين جرود عرسال في اتجاه فليطا.

وعلى صعيد التسويات، أنجز البند الثاني من تسوية مخيم اليرموك، حيث تمكَّن الوفد الشعبي الفلسطيني والسوري من الدخول إلى اليرموك أول من أمس، بعد تعثّر لعدة أيام. الوفد الذي بقي في المخيم أكثر من أربع ساعات، خرج ليعلن أن اليرموك بات خالياً من المسلحين الغرباء، ويتمركز فيه مسلحون فلسطينيون منعاً لاقتحامه من أي تنظيم مسلّح آخر. ومع الانتهاء من البند الثاني للتسوية، يجري العمل اليوم على إغلاق جميع المعابر التي تصل المخيم بمنطقتي الحجر الأسود والتضامن، تطبيقاً للبند الثالث من المصالحة.
وبعد ساعات، بدأت تتوالى أخبار التسويات في المناطق المحاذية للمخيم، بشكلٍ سريع ومفاجئ. فتمّ الإعلان أمس عن الانتهاء من تنفيذ المصالحات في كل من بيت سحم ويلدا وببيلا ودخول الجيش السوري إليها، بالتوازي مع إزالة الحواجز والسواتر الترابية، وتسليم المسلحين في المناطق أسلحة خفيفة ومتوسطة إلى الجيش. التسويات في المناطق المحاذية للمخيم أثارت حملات واسعة من الاستهجان من قبل مسلحي الريف الدمشقي، وانقسم هؤلاء بين من اتهم المسلحين في ببيلا وبيت سحم ويلدا بالتخاذل، وبين من بادر إلى اتهام بعض قادة المعارضة في تلك المناطق بالتنسيق مع الجيش السوري منذ زمن. أما أكثر المتضررين من التسويات في تلك المناطق فهم مسلحو المعارضة في منطقة التضامن، إذ من المؤكد أن نجاح التسوية سيؤدي إلى عزل التضامن عزلاً تاماً عن محيطها وإحكام الطوق حولها. وهذا ما يعني أن «مسلحي التضامن سيكونون ضعفاء جداً، وستكون معركة التضامن أسهل بكثير في ظل سدّ كافة المنافذ على المسلحين»، بحسب المصدر العسكري الذي رجّح، في حديثه مع «الأخبار»، أن يتم اللجوء إلى سياسة حصار المسلحين من دون استنزاف القدرات العسكرية في التضامن. وفي حلب، بسط الجيش السوري، أمس، سيطرته على قرية الشيخ نجار المتاخمة للمدينة الصناعية شمال شرق حلب، وسط أنباء عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق لفك الحصار المفروض على سجن حلب المركزي الواقع في منطقة المسلمية في الريف الشمالي لحلب. وأكد مصدر عسكري لـ«الأخبار» أن «فك الحصار عن السجن واحد من أهداف العملية العسكرية، لكن هذا لا يعني أن الحصار سيُفك بين ليلة وضحاها». وأوضح أن «عمليات الجيش عادة تسير وفق استراتيجيات دقيقة، وعلى مسارات متوازية. ففقدان المناطق التي تتم السيطرة عليها أمر لم يعد وارداً في ظل الاستراتيجيات الجديدة. ما يستوجب تأمين الطرق المؤدية إليها والمحيطة بها، وقطع خطوط إمداد المسلحين من كل الجهات». ودأب الجيش في الفترة الأخيرة على العمل وفق استراتيجية «القضم» في الريف الحلبي، ما يؤمّن له انتقالاً آمناً من منطقة إلى أخرى، ونقاط تمركز وانطلاق في اتجاه مناطق سيطرة المسلحين داخل مدينة حلب. وتعدّ السيطرة على الشيخ نجار خطوة مهمة، ونقطة انطلاق لعملية محتملة في اتجاه المدينة الصناعية التي تحوي مقار لعدد من المجموعات المسلحة، وأبرزها «لواء التوحيد» المنضوي تحت لواء «الجبهة الإسلامية». بدوره، أكّد مصدر إغاثي لـ«الأخبار» أن المناطق المتاخمة للسجن المركزي لم تشهد تحركات عسكرية حتى صباح اليوم، حيث قام فريق من الهلال الأحمر السوري بإيصال كميات من الغذاء إلى السجن.
وعلى صعيد متصل، دارت معارك عنيفة بين وحدة من الجيش ومسلحين تابعين لـ«الجبهة الإسلامية» في محيط مطار النيرب العسكري في ريف حلب.
في موازاة ذلك، سقط عدد من القتلى والجرحى إثر قيام مسلحين في «الجبهة الإسلامية» بإطلاق النار داخل مخيم باب الهوا المتاخم للحدود السورية ـــ التركية. وأكد ناشط معارض لـ«الأخبار» أن «قتيلين على الأقل سقطا وأصيب آخرون بعد إطلاق مسلحي الجبهة النار عليهم، إثر تظاهرهم مطالبين بكميات من الغذاء».