دعا الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان السلطات البحرينية إلى وقف انتهاكات حقوق الإنسان، والوفاء بالتزاماتها المتكررة، في وقت كانت فيه السلطات تقمع بالقوة مئات المتظاهرين الذين لبّوا النداء لتنظيم تظاهرة دعت إليها المعارضة إحياءً لذكرى بدء الاحتجاجات المطالبة بإسقاط حكم حمد بن عيسى آل خليفة، الذي تجاهل الذكرى وما يحدث من قمع بقربه خلال خطاب ألقاه أمس.
ووقعت عشرات الإصابات خلال تفريق قوات الأمن للتظاهرة التي دعا إليها «ائتلاف شباب 14 فبراير»، فيما ارتدى المتظاهرون أكفاناً ورددوا شعارات منها «هيهات منا الذلة» و«لا تراجع لا تراجع» و«يسقط حمد» في إشارة إلى الملك البحريني. وقال شهود عيان لوكالة «رويترز» إن الشرطة البحرينية انتشرت على نحو مكثف في الشوارع ومداخل القرى، مع تثبيت نقاط تفتيش أمنية، فيما شهدت القرى تحليقاً مستمراً للطائرات العمودية التابعة للشرطة.
وتابع الشهود إن الشرطة البحرينية تدخلت وفرقت التظاهرات بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وسلاح الخرطوش، ما أوقع عدة إصابات لم تصدر حصيلة بشأنها. ودعا الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان السلطات البحرينية أمس إلى اتخاذ «إجراءات فورية لإعادة تغليب القانون ووقف انتهاكات حقوق الإنسان والوفاء بالتزاماتها المتكررة».
وقد تجاهل الملك حمد بن عيسى آل خليفة في خطاب أمس في الذكرى الثالثة عشرة لميثاق العمل الوطني، ذكرى بدء الحركة الاحتجاجية، والمتظاهرين الذين يجري قمعهم بالقرب منه، داعياً «الجميع للمشاركة في خدمة الوطن».
وقال ملك البحرين في كلمته إن «يوم الميثاق الوطني هو يوم توافق شعب البحرين على إقراره بغالبية منقطعة النظير»، مؤكداً أن «الجميع شركاء في الوطن مهما اختلفت الآراء وتعددت».
ودعا الجميع إلى «المشاركة الإيجابية في خدمة الوطن والحفاظ على الثوابت الوطنية». وتابع إن «هذه الثوابت هي ما يجب أن نعمل على تكريسها في المجتمع خلال الفترة المقبلة لأنها أساس حياتنا، وتمثل أساس انطلاقتنا نحو المستقبل الأفضل». وميثاق العمل الوطني هو وثيقة سياسية صدرت في كانون الأول 2000، وأجري استفتاء شعبي عليه يومي 14 و15 شباط 2001، أظهر موافقة البحرينيين عليه بنسبة 98.4 في المئة وبنسبة مشاركة وصلت إلى 90.3 في المئة. وكان من أهم ثمرات هذا الميثاق الإعلان عن إجراء أول انتخابات برلمانية في تشرين الأول 2002 بعدما حُل البرلمان عام 1975. وتأتي هذه الكلمة التي تضمنت دعوات إلى المعارضة للتوافق دون أن يسميها، قبل ساعات من تظاهرة مرتقبة للمعارضة اليوم، وصفتها بأنها ستكون «عملاقة» في إطار إحيائها ذكرى احتجاجات 14 شباط 2011.
(رويترز، الأناضول)