تصدّرت حركة «الجهاد الإسلامي»، على مدى اليومين الماضيين، المشهد الفلسطيني، بعد اتهامات إسرائيلية كثيرة لها بأنها من أشعلت جولة المواجهة الأخيرة، وهو ما ردّت عليه الحركة بأنها ليست جزءاً من الحرب النفسية فحسب، بل إن العلاقة مع «حماس» والتنسيق معها وبقية الفصائل هو أساس نجاح المقاومة في التصدي وإرغام العدو على التهدئة.ويوم أمس، أعلن المتحدث باسم «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«الجهاد»، أبو حمزة، أن المقاومة ستبدأ في أي جولة مقبلة ــــ في حال عدم التزام العدو بالتفاهمات ــــ من حيث انتهت في المعركة الأخيرة، في إشارة إلى آخر مسافة وصلتها صواريخ المقاومة، وهي 55 كلم من قطاع غزة، قائلاً إن المقاومة، وفي مقدمتها السرايا، «ترقب من كثب تنفيذ العدو الصهيوني ما جرى التوصل إليه من تفاهمات... وأيديها قابضةٌ على الزناد». وأضاف: «بدأت وحدات التصنيع منذ اللحظة الأولى لتوقف المعركة تعويض ما أُطلِق من صليات صاروخية... لقد أراد العدو التوصل خلال المفاوضات التي كانت تدار في القاهرة إلى تهدئة مقابل تهدئة، وهذا ما رفضته قيادة المقاومة قطعاً حتى وصل المطاف إلى إذعان قيادة الاحتلال لمطالب الشعب وقيادته على وقع ضربات المجاهدين في عمليات الكورنيت والصواريخ ذات القدرات التدميرية الكبيرة». أبو حمزة قال إن التطور اللافت في قدرات المقاومة «ما كان لولا دماء مجاهدي وحدة التصنيع، والعقول الفذة لمهندسي السرايا، بالإضافة إلى دعم محور المقاومة، وعلى رأسه الجمهورية الإسلامية في إيران، التي ما بخلت عنَّا يوماً في المجالات كافة».
وقبل يوم من ذلك، أطلّ الأمين لـ«الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، في حوار تلفزيوني بالتزامن مع عودة وفدَي «حماس» و«الجهاد» من القاهرة، معلناً أنه «لو استمرت المعركة الأخيرة في غزة، لكانت ستفصلنا عن قصف تل أبيب وكل المدن الإسرائيلية ساعات قليلة... توجد اتفاقات ضمنية بين قوى المقاومة بالرد على اعتداءات الاحتلال فوراً». وقال النخالة: «ما حصل في غزة مناورة بالذخيرة الحية استعداداً للمعركة الكبرى التي نراها آتية لا محالة... كنا مع حماس في القاهرة وأخذنا قراراً مشتركاً لتفعيل غرفة العمليات المشتركة». وأضاف أن «مطلبنا الأساسي في هذه المرحلة هو وقف حصار غزة ووقف الاعتداءات على مسيرات العودة»، لكنه توقع «في إطار سحب سلاح المقاومة في غزة، اندلاع حرب خلال الصيف... نحن كمقاومة سنخوض أي حرب تواجهنا بكل جدارة وجاهزية واستعداد».
إلى ذلك، قال عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، خليل الحية، إن «الاحتلال طلب من الوسيط المصري التدخل للتهدئة، لأنه شعر بمدى الخسائر التي لحقت به»، مضيفاً في تصريحات أمس: «لن نقبل أن يفرض العدو ما يريد، ونحن في حالة تقييم يومي لمدى التزامه تنفيذ التفاهمات».