حراك الحلبوسي يصفه محافظ نينوى الأسبق، أثيل النجيفي، بـ«الطبيعي»، لافتاً في حديثه إلى «الأخبار» إلى أن «رئيس البرلمان السابق، سليم الجبوري، ومع انتخابه رئيساً للبرلمان (2014) عمل على الانشقاق عن الحزب الإسلامي، مشكلّاً حزبه الخاص»، معتبراً أن الحزب العتيد للحلبوسي «قد يشارك في الانتخابات المحلية والتشريعية، ويفوز بحصة كبقية الحصص في المنظومة السياسية». وفي هذا الإطار، يدور حديث عن أن الهدف الرئيس لتشكيل «التقدم» هو «تمثيل المكون السنّي»، في حين تذهب مصادر من داخل تحالف «الإصلاح» إلى القول إن «الحزب هدفه قيادة السنّة في المرحلة المقبلة، ودعم المشروع الأميركي في المحافظات المحررة من تنظيم داعش، كنينوى والأنبار وديالى وصلاح الدين». لكن النجيفي يرى أنه «لا يمكن أن يكون الحزب الأوحد». من جهتها، ترى مصادر من داخل «البناء» أن «مشروع الحلبوسي مشروع أميركي، وخاصة أنه يتزامن مع حديث عن مساعي واشنطن لتشكيل بيئة مؤيدة لها في المناطق الشمالية والغربية لأسباب عدة؛ أبرزها أن تكون تلك البيئة متفهّمة لانتشار القواعد العسكرية الأميركية في مناطقها»، معتبرة أن واشنطن تدعم الحلبوسي بـ«اعتباره شاباً يسعى إلى النهوض والصعود وتسيّد المشهد السنّي، الذي خلا من زعاماته القديمة كطارق الهاشمي ورافع العيساوي، وغيرهما».
يسعى الحلبوسي إلى تنصيب أحمد الجبوري محافظاً لنينوى خلفاً لنوفل العاكوب
وما بين هذين الرأين، ثمة من يفضّل «التريث» في الحكم على ما يقوم به الرئيس الشاب. وفي هذا الإطار، تقول مصادر مطلعة على حراك الحلبوسي إن «فكرة تأسيس الحزب عزّزتها زيارة الحلبوسي لواشنطن (أواخر شهر آذار/ مارس الماضي)»، عندما تبدّل خطابه في ما يتعلّق بمسألة وجود القوات الأميركية في العراق. ترى هذه المصادر أن «ثمة نقاط التقاء عديدة» بين طهران وواشنطن، قد تتمثل في «شخصيات سياسية، والحلبوسي أحدها». وتذهب إلى الحديث عن «وساطة» تولّاها رئيس البرلمان، عمادها «فرملة المساعي لإصدار قانون مناهض لإخراج القوات الأميركية، مقابل عرضٍ حمله من واشنطن إلى طهران، يتعلّق في معظمه ببغداد»، من دون أن تفصح عن ماهيته.
وبمعزل عما قد يكون لحراك الحلبوسي من ارتباطات خارجية، إلا أن ثمة إجماعاً على أن الرجل يسعى إلى تثبيت حضوره كـ«زعيم أول للسنّة»، وهو ما تُرجم في خلال زيارة القائم بأعمال السفارة الأميركية، جوي هود، للأنبار والفلوجة أخيراً، وتبرّعه بمبلغ ناهز الـ 100 مليون دولار، حيث احتُسب ذلك «انتصاراً» للحلبوسي الذي استطاع أن يجيّره لنفسه أمام القواعد الشعبية هناك. أيضاً، جاءت زيارة الحلبوسي الأخيرة لعاصمة «إقليم كردستان» أربيل في الإطار نفسه، إذ استهدفت اجتذاب دعم لمرشّحه لتولّي منصب محافظ نينوى أحمد الجبوري، ليعزّز بهذا قاعدته في المحافظة. لكن النجيفي يعتقد بأن «علينا التحدث عن حلفائه وحضورهم في نينوى أو في صلاح الدين أو في أي محافظة أخرى، حتى نقول بأنهم أقوياء»، لافتاً إلى أنه «حتى الآن لم يظهر لي من هي الشخصيات التي ستتولى قيادة هذا الحزب في نينوى، لكن لا أعتقد أن تأثيرها سيكون كبيراً في نينوى».