غزة | لا يزال الخلاف الفلسطيني الداخلي قائماً حول طرق مواجهة «صفقة القرن». ففي الوقت الذي تسعى فيه حركة «فتح» إلى جعل المواجهة عبر «منظمة التحرير الفلسطينية» حصراً، تعتزم عدة فصائل في قطاع غزة، على رأسها حركة «حماس»، تشكيل هيئة وطنية جديدة، على غرار «الهيئة العليا لمسيرات العودة»، لمواجهة الخطة الأميركية. وبحسب مصدر «حمساوي» تحدث إلى «الأخبار»، فإن «الهيئة الجديدة لن تكون بديلاً من منظمة التحرير، لكنها ستعمل وفق رؤية تضم جميع الفصائل الفلسطينية لمواجهة الصفقة، وتتجاوز تفرّد فتح داخل المنظمة»، مشيراً إلى أن «المشاورات ستبدأ الأسبوع المقبل في قطاع غزة والخارج لتشكيل جسم وطني شبيه بالهيئة العليا لمسيرات العودة، لكنه مخصص لمواجهة الخطوات الأميركية ضد القضية الفلسطينية». وأكد أن «الهيئة ستكون صاحبة الشأن حول القرارات الحاسمة في مواجهة الاحتلال، بما في ذلك قرارات الحرب والسلم معه، والتصعيد في المناطق التي يوجد فيها الفلسطينيون منعاً لتمرير الصفقة، فيما سيكون لها برنامج موحد وخطوات عملية لمنع تنفيذ المخطط الأميركي».وتشمل المشاورات التي ستجري الأسبوع المقبل جميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى رأسها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» والجبهتان «الشعبية» و«الديمقراطية»، بالإضافة إلى الفصائل الموجودة في لبنان وسوريا، والهيئات والشخصيات الفلسطينية والعربية.
كوشنر: ننتظر إلى ما بعد رمضان لتقديم خطة السلام

وتتوقع الفصائل أن تكون هناك استجابة كبيرة لهذا التشكيل، الذي ستكون له هيئة عامة، وسيُختار قادته بالتوافق كما جرى في «هيئة مسيرات العودة». وفي هذا الإطار، أفاد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، صلاح البردويل، بأن هناك استعدادات لتشكيل الهيئة الوطنية العليا لمواجهة «صفقة القرن» المقرر إعلانها بعد انتهاء شهر رمضان المقبل (بداية حزيران). وأوضح بردويل، خلال ندوة حوارية في غزة تحت عنوان «آليات مجابهة صفقة القرن»، أن الهيئة المقرر إنشاؤها سيكون أعضاؤها من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والشتات، بالإضافة إلى مشاركة قوى إسلامية وعربية ومن أحرار العالم، مشدداً على أنه «يجب أن لا نصاب بالرعب من أن الصفقة أمر محتوم وستمرّ علينا لا محالة، فنحن شعب واعٍ وقادر على مقاومتها».
من ناحيتها، تتخوف حركة «فتح» من تشكيل الهيئة الجديدة، على اعتبار أنها قد تكون نواة لجسم موازٍ لـ«منظمة التحرير الفلسطينية». وهو ما أعرب عنه قيادي فتحاوي لـ«الأخبار»، مؤكداً أن الحركة لن تشارك في هذه الهيئة، وهي تعتبرها التفافاً من قِبَل «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على «منظمة التحرير». وأضاف أن «فتح» ستحث الفصائل المنضوية في المنظمة على عدم المشاركة في التشكيل العتيد، داعياً «حماس» و«الجهاد» إلى مواجهة «صفقة القرن» عبر دعم «منظمة التحرير» باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كل مكان.
في سياق متصل، أعلن صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره جاريد كوشنر، أمس، أنه سيكشف عن خطته المنتظرة للسلام في الشرق الأوسط (صفقة القرن) بعد انتهاء شهر رمضان مطلع حزيران/ يونيو المقبل. وقال كوشنر، في منتدى مجلة «تايم»، إنه كان يأمل طرح الخطة أواخر العام الماضي، إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أعلن إجراء انتخابات، ولا يزال يحتاج إلى الوقت لتشكيل ائتلاف حكومي. وأضاف: «ننتظر إلى ما بعد رمضان لتقديم خطة السلام. سنحسّن حياة الفلسطينيين، وسنتعامل مع القضايا السياسية الأساسية للصراع». ورأى أن «على الجانبين تقديم تنازلات كبيرة وصعبة (...) سنفعل شيئاً مختلفاً ليس كما كان سابقاً»، رافضاً «تأكيد أو نفي ما إذا كانت الخطة تتضمن رؤية تقوم على حل الدولتين». ونقلت «تايمز أوف إسرائيل» عنه، أيضاً، أن «حل الدولتين فشل، يجب علينا تجربة طرق وأساليب جديدة للوصول إلى السلام».