مع استمرار الحديث عن قرب إتمام عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية، كشف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومسؤولها لملف المصالحة مع حركة حماس، عزام الأحمد، النقاب عما دار بينه وبين زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي، الأسبوع الماضي في تونس، وأكد أنه طلب منه التوسّط لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الفلسطينية.
وأشاد الأحمد بالنموذج التونسي في التوافق، وقال: «لقد شاركنا في احتفالات تونس بإقرار الدستور، وقدّمنا التهنئة إلى الشعب التونسي وإلى كل الأحزاب السياسية في تونس، التي شاركت في صياغة الدستور بهذه الصيغة الحضارية».
وأشار الأحمد إلى أنه حرص على اللقاء بمختلف القيادات السياسية، وأنه طلب من الغنوشي التوسّط لإنهاء الانقسام في فلسطين، وقال: «لقد كنا حريصين على الالتقاء مع مختلف القيادات السياسية، ومع زعيم حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي وقيادات الحركة، وقد طلبت من الأخ راشد الغنوشي أن يتدخل لدى الإخوة في حماس، لما له من علاقات معهم، وللاحترام الذي يحظى به لدى الجميع، أن يتدخل للمساعدة على إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، لتكون تونس قدوة للجميع في فهم الشراكة ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار حزبي أو تنظيمي، وقد وعدنا بتلبية هذا الطلب».
على صعيد آخر، أكد الأحمد أن حركة فتح ما زالت بانتظار رد حماس بشأن الموقف من تنفيذ اتفاقات المصالحة، ونفى أن يكون لوفد اللجنة المركزية لحركة فتح الذي زار غزة أخيراً، أي علاقة بالمصالحة. وقال إن «الوفد الذي ذهب إلى غزة كان في مهمة داخلية تنظيمية لحركة فتح»، وأضاف: «من هنا لا داعي إلى المزيد من النقاشات التفصيلية والجانبية، وبالفعل عندما اتصل الأخ اسماعيل هنية بالرئيس محمود عباس، وأعقبت ذلك أربعة اتصالات بيني وبين هنية، فإننا جاهزون والتعليمات لدي من الرئيس عباس، في اللحظة التي يقول فيها هنية إن حماس جاهزة، علي التوجه إلى غزة فوراً لإعلان تأليف الحكومة، وتحديد موعد الانتخابات وفق إعلان الدوحة، وما زلت أنتظر، وآمل أن يجري ذلك سريعاً دون تأخير».
إلى ذلك، استشهد شاب فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي أمس، قرب المنطقة الحدودية شرق مدينة غزة، بحسب ما أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس.
وأوضح الطبيب أشرف القدرة، أن الشهيد ابراهيم سليمان منصور (26 عاماً) أصيب برصاصة قاتلة في الرأس، فيما أصيب شاب اخر برصاصة في قدمه في المنطقة نفسها، موضحاً أن الشابين «مدنيان ونقلا إلى مستشفى الشفاء» في مدينة غزة.
من جهة أخرى أعلنت وزارة التعليم في حكومة حماس أمس، أنها اتفقت مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، على تجميد تدريس مادة حقوق الإنسان في مدارس الوكالة في غزة، لاحتوائها على «مخالفات خطيرة تمس بالقضية الفلسطينية والثقافة الفلسطينية والإسلامية».
وقال المسؤول في وزارة التربية والتعليم في غزة معتصم الميناوي: «جرى الاتفاق مع الأونروا على تجميد مناهج حقوق الإنسان غير المرخصة في غزة، لأنها تتضمن «مخالفات خطيرة تمس بالقضية الفلسطينية والثقافة الفلسطينية والإسلامية»، مشيراً إلى أن «هناك تشويها لقضية اللاجئين وتقزيمها، ولتصويرهم بأنهم أناس فرّوا، وفي هذا تشويه وطمس للحقيقة، لا أنهم هجروا قسراً وارتكبت مجازر إسرائيلية بحقهم حتى يتركوا ديارهم».
في سياق منفصل أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، أعرب خلاله الأخير عن أمله في أن تفضي مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل إلى حل دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة والمبادرة العربية بما يتناسب مع حدود الرابع من حزيران 1967.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)