اللاذقية | كان لا بد لأهالي المناطق التي احتضنت سابقاً أولى تظاهرات المعارضة من إثبات ولائها بالخروج في مسيرات بعدما عادت الى سيطرة الدولة. لذلك عادت المسيرات «المؤيدة» إلى مناطق كفرسوسة وبساتين الرازي ونهر عيشة والصبورة، وصولاً إلى الغزلانية على طريق مطار دمشق الدولي. وحشدت «الفرق التطوعية» في مدينة اللاذقية ما أمكن من جمهور للتجمع في دوار الزراعة، مع توسيع المنصّة الرئيسية لتقطع أحد الطرق الرئيسية.
الشعارات المرفوعة في المسيرات مثيرة للانتباه. لا شيء تغيّر منذ الثمانينيات. الناس هُنا متجمّعون لتجديد «البيعة» للرئيس السوري بشار الأسد. بعضهم يريد تجديدها بالدم، كما قدّمها سابقاً للرئيس الراحل حافظ الأسد. موظفو المؤسسات الرسمية وصلوا للمشاركة، لكنهم سرعان ما عادوا الى منازلهم. لم يبقَ لـ«الموالاة» سوى أكتاف شبابها من طلاب جامعيين أو متطوعين استمرّ وقوفهم ثلاث ساعات، حاملين الأعلام السورية وصور الرئيس.
يعترض أحد الشبان على تحديد عنوان المسيرة بـ«المبايعة». يقول الشاب العشريني: «سننتخب الرئيس مجدداً لأنه يمثّل مصلحة البلاد في الظرف الحالي. فلماذا المبالغة في تكرار كلمات عفى عليها الدهر؟ نحن في سوريا ولسنا في السعودية، والجمهوريات تنتخب ولا تبايع». أما رائد، الشاب الثلاثيني، ففضّل الحفاظ على كرسيه داخل مطعم قريب. يرى أنّ هذه المظاهر ستكون سمة البلاد خلال العشرين سنة المقبلة، وأن «عصر المزايدات والتقارير الأمنية قد عاد، بعدما خفّت مظاهره خلال فترة ما بعد عام 2000». «المؤيدون الحقيقيون التزموا منازلهم. وهم بمجملهم مع إعادة انتخاب الرئيس. وما تفعله هذه المسيرات أنها تحشد الآلاف لاستفزاز مشاعر مئات الآلاف بل الملايين من المؤيدين والمعارضين»، يضيف.
بشار، الطالب في كلية الطب، أيضاً، سينتخب «الرئيس الشاب الذي يمثّلنا»، رغم انتقاده الحاد للمسيرات «التي لم تعد تجدي نفعاً». يروي أنّ المنظمين يريدون إقناع الغرب بأن الشعب ملتفّ حول قيادته، لكن «كيف يمكن الغرب أن يستوعب معنى كلمة بيعة...؟ والدي شهيد قضى في درعا. وأنا أفهم جيداً كيف يمكن الإنسان مبايعة وطنه».


يمكنكم متابعة مرح ماشي عبر تويتر | @marah_mashi