بعد الجدل الدائر في مصر حول ترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية، يبدو أن الأمور أصبحت في خواتيمها مع ما نقل أمس عن السيسي عزمه على الترشح. وكشف رئيس لجنة الخمسين، عمرو موسى، عقب لقاء جمعه مع السيسي أمس، أن الأخير سيعلن ترشحه رسمياً قريباً. وأضاف موقع «اليوم السابع» المصري، نقلاً عن موسى، أن السيسي أكد له أن قرار ترشحه نهائي.

وأشار موسى إلى أن لقاءه مع السيسي جاء عقب طلبه ذلك، وكان الهدف منه معرفة قرار السيسي مما تردد أخيراً عن نيته الترشح.
من جهة أخرى، يبدو أن اللغة الدبلوماسية للقاهرة لم تنجح في ثني إثيوبيا عن محاولاتها في زيادة حصتها من مياه النيل، بعد أن كادت التهديدات المصرية تشعل أزمة دبلوماسية بين البلدين من دون أن تحرز أي تقدم في الحفاظ على حقوق مصر المائية. يأتي ذلك فيما لا تزال السلطات تواجه هجمات إرهابية شبه يومية تستهدف قواتها المسلحة التي خسرت أمس رجلي شرطة.
وعاد الوفد المصري، وعلى رأسه وزير الموارد المائية والري محمد عبد المطلب، إلى بلاده أمس، قادماً من العاصمة الإثيوبية، أديس بابا، مندداً «بالتعنت الإثيوبي» والاستخفاف بالأزمة الحالية.
وقالت الوزارة، في بيان: إن «كل المقترحات التي قدمتها مصر لحل المشكلات العالقة قوبلت برفض إثيوبي غير مبرر، ويصل لدرجة التعنت، ما يثبت أن الجانب الإثيوبي لم ينظر إلى المشكلة الحالية بالقدر الكافي من الاهتمام والجدية».
وقال عبد المطلب إن «الجانب الإثيوبي رفض أي حلول وسط لتقريب وجهات النظر بما يحقق المنفعة المشتركة لدول حوض النيل».
ميدانياً، قتل شرطيان أمس في هجومين منفصلين لمسلحين في مدينتي بورسعيد والإسماعيلية شرق البلاد، بعد ساعات من تفجير مسلحين مجهولين خط الغاز الطبيعي لمنطقة صناعية في شمال سيناء المضطربة. وقالت وزارة الداخلية المصرية أمس «إن ضابط شرطة وشرطي قتلا برصاص مسلحين مجهولين، كذلك قتل عنصر «تكفيري» كان يرتدي حزاماً ناسفاً واعتقل سبعة آخرون في حملة أمنية في محافظتين بمنطقة قناة السويس في شرق البلاد». وأوضحت مصادر أمنية أن مسلحين يستقلان دراجة نارية فتحا النار على الضابط أثناء حملة مرورية في مدينة بورسعيد على قناة السويس، وأضافت أن شرطياً آخر قتل برصاص مسلحين يستقلان أيضاً دراجة نارية أثناء عمله قرب إشارة مرورية في المدينة.
وقال المتحدث العسكرى باسم القوات المسلحة العقيد أحمد علي في بيان أمس إن حملة أمنية في محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد أدت إلى «قتل فرد تكفيري من الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية يرتدي حزاماً ناسفاً»، كذلك ألقي القبض على سبعة آخرين.
وقبل ساعات من تلك الهجمات، فجر مسلحون مجهولون خط الغاز الطبيعي لمنطقة صناعية محلية في جنوب العريش للمرة الرابعة منذ بداية العام. من جهة ثانية، نفت وزارة الداخلية المصرية أمس صحة ادعاءات تناقلتها وسائل الإعلام عن تعرض المحبوسين احتياطياً في السجون المصرية للتعذيب أو سوء المعاملة. وقالت الداخلية المصرية في بيان إنها «على استعداد لتلقي أي شكوى من أي نزيل بالسجون المصرية للتحقق منها واتخاذ الإجراءات الحاسمة تجاه كل من يثبت تجاوزه».
وكان أسر 20 محبوساً احتياطياً من المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين في سجن العقرب، جنوب القاهرة، قد تقدموا ببلاغ للنائب العام المصري هشام بركات، يشكون فيه سوء معاملة ذويهم داخل محبسهم.
(أ ف ب، الأناضول، رويترز)