أكد رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات أمس أن الفلسطينيين «لن يعترفوا بيهودية دولة إسرائيل»، مشيراً إلى أنهم «اعترفوا بإسرائيل على حدود فلسطين المحتلة عام 1948، وتم تبادل أوراق الاعتراف بين الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين في عام 1993». وأضاف عريقات «قلت للوزيرة تسيبي ليفني (وزيرة العدل ورئيسة طاقم المفاوضين الإسرائيلي) في ميونخ، خلال لقاء جمعنا أخيراً، لن نغيّر تاريخنا وحضارتنا وديننا، ولن نعترف بإسرائيل دولة يهودية».

ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس أن ليفني قالت، رداً على وزير في حكومتها حول رفض السلطة الفلسطينية الاعتراف بـ«يهودية إسرائيل»: «انتظروا، ستكون هناك مفاجآت».
ولفت عريقات إلى أن «المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة متوقفة»، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الأميركي جون «كيري لم يقدم أي مقترح حتى الساعة».
ونفى عريقات أي تمديد للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية التي من المفترض أن تنتهي المدة المحددة لها بتاريخ 29 نيسان المقبل.
ويذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتوجه إلى الولايات المتحدة في الثاني من آذار، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما، حسب ما أعلن مسؤول في مكتبه أمس.
من جهة أخرى، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، من غزة أمس، أن الأمور جاهزة للمضي قدماً نحو تنفيذ المصالحة الوطنية، وهناك اقتناع لدى حركتي فتح وحماس بأنه لا مناص من تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة.
وأكد شعث أن «الرئيس محمود عباس لن يقبل ولن يعترف بيهودية دولة إسرائيل، كما لن يقبل بوجود جندي إسرائيلي على الأرض الفلسطينية في أي حل قادم»، مشيراً إلى «إصرار الرئيس عباس على التمسك بالثوابت وعدم قبوله إلغاء حق العودة أو قبوله بالاستيطان».
وعبّر شعث عن تفاؤله الكبير بخصوص إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية، مشيراً إلى احتمالية قدوم عضو مركزية فتح ومسؤول ملف المصالحة فيها عزام الأحمد إلى قطاع غزة لوضع اللمسات التنفيذية لتطبيق المصالحة واستكمال ما تم إنجازه خلال لقاء اللجنة السداسية لحركة فتح مع وفد حركة حماس أول من أمس.
كذلك قلّل من مخاطر تعرّض حركة فتح للانشقاق أو تأثرها بمواقف شخصية للبعض، مضيفاً أن فتح عصيّة على الانشقاق، مذكّراً بالانشقاقات السابقة التي تعرضت لها الحركة وانتهت بالمنشقين إلى مزابل التاريخ.
وفي ما يتعلق بالقيادي السابق في فتح محمد دحلان، أشار شعث إلى أن الأخير «لم يعد عضواً في الحركة، وهو الآن يعمل في مكتب في إمارة دبي تحت إمرة شيوخ إمارتيين، ويتحرك بصفته الإماراتية، ويحصل على ميزانية من دولة الإمارات»، مقلّلاً من أهمية زيارته الأخيرة لمصر.
في السياق نفسه، أكد القيادي في حركة «حماس»، الدكتور صلاح البردويل، أمس، أن وفد اللجنة المركزية لحركة «فتح» استمع إلى ردّ حماس على الموقف من تنفيذ اتفاقات المصالحة، وأنهم في انتظار أن تقدم «فتح» على خطوات جدية تسهم في تهيئة مناخ المصالحة وإنهاء الانقسام.
وكشف البردويل أن حماس أبلغت وفد حركة فتح استعدادها للاستمرار في مشوار المصالحة، وأنها «تريد يداً ممدودة من أجل ذلك»، وقال: «لقد أبلغت حركة حماس وفد فتح الذي يزور قطاع غزة أنه لا يستقيم الحديث عن المصالحة مع استمرار الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية للطلاب وقطع أرزاق الناس في الضفة الغربية بتهمة الانتماء إلى حماس، ولذلك طالبنا بضرورة وقف الاعتقالات السياسية والإفراج عن المعتقلين السياسيين، ووقف ملاحقة الطلاب وتفعيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهذه كلها نقاط ننتظر موقفاً رسمياً بشأنها من حركة فتح».
(الأخبار)