القاهرة ـ الأخبار لا يزال وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، الرجل الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يُلمّح بنيته الترشح من دون أن يُعلن ذلك صراحةً، مشيراً إلى أنه «خادم للشعب داخل المؤسسة العسكرية أو خارجها»، في وقت لا تزال فيه لعبة شد الحبال بين مصر وإثيوبيا في أوجها، في محاولة لإعادة تقاسم مياه النيل.

وقال السيسي «إن ثورة 30 يونيو جاءت لاستكمال مطالب ثورة 25 يناير، وإن كلا الثورتين لهما أهداف واحدة، حيث قامتا ضد الظلم ومحاولة سلب إرادة الشعب المصري»، لافتاً إلى أن «قوى الإرهاب تريد الفوضى لمصر، ولكن الشعب المصري يعي هذا الأمر تماماً وقادر على حماية بلاده».
وأضاف، خلال كلمته في الندوة التثقيفة التاسعة في مسرح الجلاء تكريماً لشهداء القوات المسلحة، وعلى رأسهم أسر طاقم الطائرة العسكرية: «أنا خادم للشعب المصري في أي مكان أعمل فيه، سواء داخل المؤسسة العسكرية أو خارجها»، مؤكداً أن «الشعب المصري جدير بالاحترام، وأن تحقيق إرادته يستحق التضحية بكل غالٍ ونفيس». ورأى أن «ما قامت به القوات المسلحة خلال ثورة 30 يونيو كان من أجل مصر وشعبها»، مشيراً إلى أن «الشعب يملك إرادة حرة ليقرر ما يرى ويضع ثقته في من يختاره».
ويأتي كلام السيسي بعد أن أعلن مؤسس التيار الشعبي المصري ورئيس حزب الكرامة حمدين صباحي، ترشحه للرئاسة، فيما أعلن القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح أنه لن يترشح لهذه الانتخابات التي اعتبرها مجرد عملية «تدليس وخديعة للشعب ومهزلة».
وقال أبو الفتوح في مؤتمر صحافي (إ ف ب، رويترز، الأناضول) إنه «لا يوجد أي مسار للديموقراطية في مصر كما تزعم الحكومة»، مؤكداً أن مصر باتت جمهورية للخوف، وأن كل مصري أصبح خائفاً على أمنه.
وكان صباحي السباق في إعلانه خوض معركة انتخابات الرئاسة المقبلة، وذلك في تطور لافت عن موقف كان قد أدلى به حين ربط قرار ترشحه بالبرنامج الانتخابي الذي سيترشح على أساسه السيسي، مشيراً إلى أنه لا داعي لترشحه إذا كان برنامج السيسي معبّراً عن ثوابت ثورة «25 يناير».
وقال رئيس مركز جامعة كاليفورنيا بيركلي للدراسات الشرق أوسطية نزار الصياد، إن «فرص نجاح صباحي في الانتخابات معدومة، لكن ترشحه من شأنه إضفاء الشرعية على الترشيح المرجح للسيسي، وتخفيف الانتقادات الغربية بأن نيسان سيكون عرضاً لرجل واحد»، معتبراً أن صباحي يرغب من خلال ترشحه أن يُختار رئيساً للوزراء كردٍّ للجميل الذي يقدمه للسيسي بترشحه. وبعد الانتقاد الإثيوبي غير المسبوق للسلطات المصرية على خلفية تصريحاتها في ما يتعلق بسد النهضة الإثيبوبي، أرخت مصر الحبل من جهتها وأدلت بتصريحات دبلوماسية تجاه إثيبوبيا.
وقال وزير الموارد المائية والري المصري عبد المطلب إن «موقف مصر الثابت من موضوع سد النهضة، لا يتعارض على الإطلاق مع رغبتنا في تحقيق الحكومة الإثيوبية لمعدلات تنمية مرتفعة تحقق طموحات الشعب الإثيوبي في رفع مستوى المعيشة». وأضاف في تصريحات للصحافيين قبل أن يغادر القاهرة متجهاً إلى إثيوبيا في زيارة تسغرق يوماً واحداً: «نثمن الطموحات المشروعة التي يمكن تحقيقها لإثيوبيا، شرط ألا تلحق الضرر بمصر وحقوقها المائية».
وفي نواكشط، ردد عشرات من الشبان الموريتانيين هتافات ضد السلطة الحاكمة في مصر، مقاطعين كلمة لوزير الثقافة المصري محمد عرب، خلال مشاركته في الاحتفال بالذكرى الخمسين لافتتاح المركز الثقافي المصري.
وهتف الشبان الذين كانوا يرتدون أقمصة رسم عليها شعار «الإخوان» أول من أمس خلال حفل رسمي «يسقط السيسي»، و«السيسي مجرم»، معبّرين عن احتجاجهم على إطاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي.
إلى ذلك قررت محكمة جنايات القاهرة أمس تأجيل محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك وآخرين متهمين في قضية قتل المتظاهرين إبان ثورة «25 يناير»، وجرائم تتعلق بالفساد المالي إلى 8 آذار المقبل.





أمرت النيابة المصرية بإحالة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات (أعلى الأجهزة الرقابية) هشام جنينة إلى محكمة الجنايات بتهمة إهانة وزير العدل. وذكر بيان للنيابة العامة المصرية، صدر أول من أمس، أن المحامي العام الأول لنيابة استئناف القاهرة، زكريا عبد العزيز عثمان أمر بإحالة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات (يتبع لرئيس الجمهورية)، هشام جنينة والصحافية في جريدة الوفد (التابعة لحزب الوفد الليبرالي) تهاني إبراهيم، ورئيس تحرير الصحيفة مجدي سرحان، إلى المحاكمة الجنائية أمام محكمة جنايات الجيزة، وذلك لارتكابهم جريمة السب والقذف العلني بطريق النشر بحق وزير العدل المستشار عادل عبد الحميد والتشهير به وبذمته المالية المخالفة للحقيقة والواقع.
(الأناضول)