بعد يوم من تأكيد حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» استعدادهما للردّ على أي عدوان إسرائيلي مباشرةً، قصفت مدفعية العدو الإسرائيلي في وقت متأخر مساء أمس مواقع تتبع لقوات «الضبط الميداني» شرق مدينة خانيونس (جنوب قطاع غزة)، في وقت أطلق فيه العدو النار تجاه الأراضي الزراعية في محيط موقع «صوفا» شرق المدينة.يأتي ذلك عقب إعلان العدو سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة في «غلاف غزة»، ثم أوضح المتحدث باسم جيش العدو أن صاروخاً أُطلق من جنوب القطاع سقط في منطقة مفتوحة في «المجلس الإقليمي ـــ أشكول»، لكن دون وقوع إصابات أو أضرار.
على الصعيد السياسي، قال رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إنه يؤمن بـ«السلام أكثر من أي وقت مضى، ولا أريد الحرب»، معرباً عن أمله أن تفرز الانتخابات الإسرائيلية المقبلة «من يؤمن حقاً بالسلام». جاء ذلك خلال افتتاحه أمس أعمال «منتدى الحرية والسلام الفلسطيني» في مقر الرئاسة في رام الله، وسط الضفة المحتلة، مضيفاً بحضور شخصيات إسرائيلية: «هذا المؤتمر جاء متأخراً... وهو نتاج للعمل مع الأطياف المحبة للسلام في فلسطين وإسرائيل، ولن نسمح للعقول المتطرفة... بإنهاء السلام».
وشرح «أبو مازن» أن السلطة أبرمت 83 اتفاقية مع الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وكندا، وروسيا، واليابان، والصين، «لمحاربة الإرهاب والإرهابيين»، قائلاً: «لن نخجل يوماً من هذا، بل العكس، سيوفر الأمن لأبنائنا، ونستطيع أن نعيش بسلام على أرضنا».
في سياق متصل، نشرت وكالة «سبوتنيك» الروسية مقابلة مع عباس أمس، أقرّ فيها بوجود «اتصالات أمنية (مع إسرائيل) لتسيير الشؤون اليومية، ولكن لا يوجد اتصالات سياسية»، وقال إنه وافق في مرات عدة على دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقاء ثلاثي في موسكو مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مضيفاً: «نحن على استعداد لتلبية دعوته في أي وقت، لكن نتنياهو هو الذي يتهرب من اللقاءات كل مرة».
وبالنسبة إلى العلاقة مع واشنطن، قال رئيس السلطة إن السلطة تركت «نافذة صغيرة للحوار مع الكونغرس لإلغاء القوانين التي تتهم منظمة التحرير الفلسطينية بالإرهاب، ولا يزال لدينا علاقة مع أجهزة الأمن من أجل مكافحة الارهاب في العالم». أما عن مؤتمر وارسو المقبل، فأعلن أنه «لن تشارك فلسطين في مؤتمر تدعو إليه الولايات المتحدة، ولن تشارك في أي مؤتمر دولي لا يستند الى قرارات الشرعية الدولية، ولم نكلف أي أحد التفاوض نيابة عنا».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية أمس عن مسؤول أميركي وصفته بـ«الرفيع» أن مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره، جارد كوشنير، سيعرض «خطة الرئيس للسلام»، المسماة «صفقة القرن» خلال محادثاته مع قادة أجانب في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة البولندية في الـ14 من الشهر الجاري. لكن مسؤولين آخرين قالوا إنّ من المرجح أن يُرجئ نشر تفاصيل الخطة إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في 9 نيسان/أبريل.