في كلمته الأسبوعية أمس، رأى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن العمليات العسكرية في محافظة الأنبار قاربت على نهايتها، معلناً أنّ الحكومة المحلية في المحافظة ستطلق مبادرة لحسم ما سماه المعركة ضد «القاعدة». وذكر المالكي أن «معركتنا في الأنبار لحماية أمن العراقيين شارفت على نهايتها»، مشيراً إلى أن المعركة لم تستهدف أي مكون من مكونات الشعب العراقي في الأنبار «كما يروج بعض الطائفيين، والدليل على ذلك اشتراك العشائر المجاهدة وأبناء الأنبار».

وأكد المالكي تقدم الجيش والعشائر في الأنبار، مضيفاً أن هدف المعركة في الفلوجة ليس إيذاء أهلها، بل إخراج من وصفهم بالقتلة من المدنية ليعيش أهل الأنبار بأمان.
وأبدى رئيس الوزراء تأييده للمبادرة التي ستعلنها الحكومة المحلية في الأنبار، ومعهم شيوخ العشائر، والتي سماها مبادرة «التوحد لحسم المعركة ضد القاعدة، خلال الأيام المقبلة».
وفي ما يخص السعودية، رأى المالكي أن «السعودية انتبهت أخيراً إلى خطر الإرهاب وخطأ موقفها السابق في السكوت عنه»، مبيناً أنها «أصدرت الأحكام والقرارات التي نعتبرها جيدة وصحيحة، ولكنها متأخرة».
وأضاف المالكي أن «الإمارات اكتشفت أيضاً خطورة فتاوى شيوخ الإرهاب والفتنة، الذين يمثلهم يوسف القرضاوي الذي أفتى بتكفير الناس جميعاً، سنة وشيعة، ودعا إلى هدر دم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «الإمارات اتخذت منه قراراً صحيحاً وسليماً نتمنى أن يعمم هذا القرار على جميع شيوخ الفتنة الذين يفتون بتكفير الآخرين وهدر دمائهم سواء كانوا في العراق أو المنطقة».
وكان الملك السعودي عبد الله قد أصدر الاثنين، أمراً ملكياً يفرض عقوبات على من يقاتل بالخارج، أو ينتمي إلى تيارات متطرفة دينية أو فكرية أو مصنفة إرهابية، داخلياً أو إقليمياً أو دولياً أو يدعمها أو يروج لها.
في هذا الوقت، أوقعت تفجيرات في بغداد أمس، بينها ثلاثة قرب المنطقة الخضراء المحصنة، ومبنى وزارة الخارجية، 33 قتيلاً، في أحدث فصول تجدد موجة العنف التي يشهدها العراق.
وتزامنت الهجمات مع تواصل تنفيذ القوات العراقية عمليات ضد مسلحين من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المعروف باسم «داعش»، يسيطرون منذ أكثر من شهر على مناطق في محافظة الأنبار. وقال مسؤولون أمنيون ومصدر طبي إن ثلاثة تفجيرات أوقعت 25 قتيلاً و35 جريحاً.
وأشارت مصادر طبية إلى أن أغلب الضحايا سقطوا جراء الهجوم الانتحاري الذي استهدف مطعماً قريباً من أحد مداخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد.
وتخضع المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب وسفارات أجنبية بينها الأميركية والبريطانية، لحراسة مشددة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات حتى الآن.
وبعد الظهر انفجرت ثلاث سيارات في جنوب شرق بغداد، ما أدى إلى سقوط ثمانية قتلى و32 جريحاً، فيما أدى انفجار صاروخ أطلق على شارع حيفا في وسط العاصمة، إلى إصابة خمسة أشخاص
بجروح.
إلى ذلك، تعتزم الولايات المتحدة إرسال خبراء إلى العراق لمساعدته في حفظ أمن منشآته النفطية، التي تشكل عائداتها 95% من إيرادات الخزينة، حسبما أعلن مسؤولون أمس.
ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تسعى فيه بغداد إلى زيادة صادراتها النفطية لتمويل إعادة إعمار بلد يغرق يوماً تلو الآخر في دوامة العنف، وتستهدف منشآته وأنابيبه النفطية بهجمات، ولا سيما تلك الواقعة في الشمال.
وفي آخر هذه الاعتداءات تعرّض أمس أنبوب ينقل النفط المكرر من بيجي إلى بغداد للقصف، ما أدى إلى توقف ضخ النفط فيه.
(الأخبار، أ ف ب)