غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، أمس، العاصمة صنعاء، مُختتماً بذلك جولة بدأها الاثنين الفائت، وتخلّلها لقاء مع زعيم حركة «أنصار الله» عبد الملك الحوثي، وزيارةٌ لمدينة الحديدة. وعلى رغم الأجواء الإيجابية التي رافقت الجولة، خصوصاً عقب إتمام صفقة تبادل أسرى جزئية بين السعودية و«أنصار الله»، إلا أن معاودة «التحالف» قصف الحديدة، وترافقها مع تهديدات إماراتية متجددة بالتصعيد العسكري، أديا إلى توتير الأجواء مجدداً، وهو ما استدعى دعوات إلى التهدئة أطلقتها الأمم المتحدة. بموازاة ذلك، وافق مجلس الأمن الدولي على تعيين الجنرال الدانماركي مايكل أنكر لوليسغارد، خلفاً للهولندي باتريك كاميرت، الذي لم يكن أداؤه مرضياً لحكومة الإنقاذ.وخلال مؤتمر صحافي عُقد أمس في المقرّ الدائم للهيئة الدولية في نيويورك، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجاريك، تعيين الجنرال لوليسغارد رئيساً جديداً لفريق المراقبين الدوليين في مدينة الحديدة. وقال دوجاريك إن لوليسغارد سيخلف كاميرت، الذي «لم يتنحَّ عن منصبه، وكان مفهوماً عندما تولى المسؤولية أن عقده مستمر معنا لمدة شهر واحد فقط، أي إنه كان عقداً مؤقتاً، وكان من المهم لنا أن نؤكّد أنه لا توجد فجوة زمنية عند ترك مهمته»، بحسب ما قال دوجاريك.
وفي بيان منفصل حول زيارة غريفيث لصنعاء، أشار المتحدث الأممي إلى أن مبعوث المنظمة الدولية تلقّى «تأكيدات» من «التحالف» وحكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، على «التزامهم المستمر» لتنفيذ اتفاق السويد. وجاء هذا البيان بعد ساعات على استهداف طائرات «التحالف» مناطق متفرقة من الحديدة بـ15 غارة، في تطور أعرب غريفيث عن «قلقه الشديد» حياله، داعياً جميع أطراف الصراع إلى «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعمل على خفض التوتر»، ومشيراً إلى أن «ما نحتاجه الآن هو التنفيذ العاجل لإعادة الانتشار، طبقاً لخطة تضعها لجنة التنسيق».
تُستكمل الاجتماعات حول الأسرى في الخامس من الشهر الحالي


وقبيل دقائق من جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول اليمن، علّق نائب المندوبة البريطانية لدى المنظمة، جوناثان آلان، أمس، على التهديدات الإماراتية بالقول إن «ما نعرفه أن هناك التزاماً من قبل كافة الأطراف المعنية باتفاق استوكهولم، ونحن نريد من الجميع تأكيد هذا الالتزام»، مضيفاً أن «اتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة متماسك». وتابع قائلاً إن «المؤكد هنا أنه لا يوجد حلّ عسكري لهذا الصراع». من جهته، رأى مندوب ألمانيا، كريستون هيسجون، أن «تنفيذ اتفاق استوكهولم لا يسير بالسرعة المطلوبة التي كنا نرغب فيها، لكن أطراف الأزمة جددوا التزامهم نصوص الاتفاق، ونحن نريد من تلك الأطراف الالتزام الكامل في كل ما ورد بشأن الحديدة في الاتفاق».
في ما يتصل باتفاق تبادل الأسرى، كشف رئيس «اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى» التابعة لسلطات صنعاء، عبد القادر المرتضى، أمس، أن الاجتماعات المتعلّقة بهذا الملف ستُستكمل في الخامس من الشهر الحالي في عمّان أو في جنيف، حيث يتوقع ـــ إذا سارت الأمور وفق ما هو مخطّط لها ـــ التوقيع على الكشوفات النهائية تمهيداً للتبادل. وأعرب المرتضى عن أمله أن «تأتي جولة المشاورات الجديدة، وقد أصبح الطرف الآخر جاهزاً لكشف مصير أكثر من 6000 أسير ومعتقل لديه»، مستدركاً بأنهم «إذا حضروا هذه الجولة كحضورهم السابق دون صلاحيات، فلن نستطيع الخروج بأكثر من إعادة التزمين والصور التذكارية». وكان «التحالف» قد أعلن، أول من أمس، الإفراج عن سبعة أسرى من «أنصار الله»، نُقلوا من الرياض إلى صنعاء عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، غداة إفراج القوات اليمنية المشتركة عن أسير سعودي، في خطوة قد تدفع قدماً باتّفاق التبادل.