هو أوان «الصور التذكارية» إذاً. هذا الفصل قد انتهى، وبات في وسع «الميديا» أن تقطف نصيبها من حيواتكم التي نجت من سيوف «الخليفة» بفضل «معشر الخلفاء» (اقرأها «الحلفاء» إن شئت، فالمعدن واحد). لا وقت لدى أحد ليتذكّر أن الطاعون قد وصل إليكم قبل سنوات تحت عيون الجميع، فهي ــ مصادفةً ــ كانت مغلقة. لا مجال يتّسع اليوم لغير التهليل لانهيار «دولة الخلافة» وضياع «مجد الخليفة». لا بأس إذا لم تبتسموا، إذ ليس بالضحكة وحدها تغدو الصورة «حلوة». ثمّة «شروط» مختلفة للّعبة في هذا الزمن السوري. كلّما بدا قهركم أوضح، بدت الصورة «أحلى». كلّما طفح الانكسار من وجوهكم، بدت الصورة «أحلى». كلّما ظهرتم أكثر عجزاً وذلاً وإثارة للشفقة، بدت الصورة «أحلى»، وتسنّى للعالم أن يتفرّج غداً على «الضحايا المساكين وقد تحرّروا»، وأن «يستمني» عواطفه المعلّبة الصالحة لكل مناسبة مماثلة.
* الصور خلال خروج مدنيين، ومقاتلين في تنظيم «داعش»، إلى مناطق سيطرة «التحالف الدولي» على ضفة نهر الفرات في ريف دير الزور الشرقي (دليل سليمان ــ أ ف ب)